تتردد أنباء حول احتمال تولي يورغن كلوب، المدرب الألماني الشهير، قيادة ريال مدريد في المستقبل، رغم أن هذا السيناريو يبدو غير مرجح في الوقت الحالي.
تشير التقارير إلى أن كلوب قد يطالب بتعزيزات كبيرة في حال توليه المهمة، مع التركيز على ثلاثة مراكز رئيسية: قلب الدفاع، الظهير الأيمن، والظهير الأيسر.
لكن وسط هذه التكهنات، يظل شابي ألونسو الخيار الأول للنادي الملكي، مما يجعل انتقال كلوب مجرد احتمال بعيد.
دعونا نستعرض التفاصيل والتحديات التي قد تواجه هذا المشروع الافتراضي.
التوقيعات الثلاثة التي قد يطالب بها كلوب
إذا تولى كلوب تدريب ريال مدريد، فمن المتوقع أن يسعى لتعزيز الفريق بلاعبين يتناسبون مع فلسفته التكتيكية التي تعتمد على الضغط العالي، السرعة، واللعب الجماعي.
المراكز التي يُقال إنه سيستهدفها تشمل:
قلب دفاع:
ريال مدريد يمتلك حاليًا مدافعين مثل أنطونيو روديغر وديفيد ألابا، لكن إصابات الأخير وتقدمه في العمر قد تجعل النادي بحاجة إلى مدافع جديد من الطراز الأول.
كلوب، الذي اعتمد على أمثال فيرجيل فان دايك في ليفربول، قد يطالب بضم مدافع قوي بدنيًا وماهر في اللعب بالكرة.
أسماء مثل يوسكو غفارديول (لايبزيغ/مانشستر سيتي ) أو حتى لاعبين شباب مثل كاستيلو لوكيبا (لايبزيغ) قد تكون على الرادار، نظرًا لتجربة كلوب مع لاعبين من البوندسليغا.
ظهير أيمن:
مع تقدم داني كارفاخال في العمر ومعاناة لوكاس فاسكيز من عدم التخصص في هذا المركز، قد يرى كلوب ضرورة ضم ظهير أيمن ديناميكي.
ترينت ألكسندر-أرنولد، الذي ارتبط اسمه بـريال مدريد مؤخرًا، سيكون خيارًا مثاليًا لـكلوب نظرًا لعلاقتهما السابقة في ليفربول وقدراته الهجومية الاستثنائية.
لكن ضم ترينت قد يكون معقدًا بسبب ولائه لـليفربول وتكلفته العالية.
ظهير أيسر:
فرلاند ميندي قدم أداءً متذبذبًا هذا الموسم، وفران غارسيا لم يثبت نفسه بعد كخيار أساسي.
كلوب قد يبحث عن ظهير أيسر يجمع بين الصلابة الدفاعية والقدرة على دعم الهجوم، على غرار أندي روبرتسون في ليفربول.
هناك أسماء فى الدوري الالماني، قد تكون جذابة، خاصة أن كلوب لديه خبرة في التعامل مع لاعبين من البوندسليغا.
هل يرغب كلوب في قيادة ريال مدريد؟
على الرغم من التكهنات، تبدو فرصة تولي كلوب تدريب ريال مدريد ضعيفة حاليًا.
الألماني، الذي يشغل منصب رئيس كرة القدم العالمية في شركة ريد بول منذ بداية 2025، أعرب مؤخرًا عن عدم رغبته في العودة للتدريب في الوقت القريب.
دوره الحالي يمنحه راتبًا مرتفعًا وراحة نسبية مقارنة بالضغوط الهائلة التي يفرضها تدريب نادٍ مثل ريال مدريد.
إدارة فريق يطمح للفوز بكل الألقاب كل موسم، ويعتبر أي موسم بدون لقب كبير فشلاً، قد لا تكون مغرية لـكلوب في هذه المرحلة من مسيرته.
علاوة على ذلك، كلوب لديه تاريخ طويل مع ليفربول، حيث حقق ألقابًا كبرى مثل الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الأبطال.
شابي ألونسو: الخيار الأول لريال مدريد
في المقابل، يظل شابي ألونسو المرشح الأبرز لخلافة كارلو أنشيلوتي.
ألونسو، الذي يقود باير ليفركوزن إلى إنجازات رائعة، بما في ذلك ألقاب كبرى وأسلوب لعب جذاب، يمتلك ميزة كبيرة: تاريخه كلاعب مع ريال مدريد.
هذا الارتباط العاطفي، إلى جانب نجاحاته التدريبية، يجعله الخيار المثالي لقيادة مشروع جديد في البرنابيو.
ألونسو نفسه لم يخفِ حلمه بتدريب ريال مدريد، ويبدو أنه ينتظر اللحظة المناسبة لتحقيق ذلك.
اهتمام أندية مثل ليفربول وبايرن ميونيخ بـألونسو في وقت سابق، ورفضه لهذه العروض، يعززان فكرة أن هدفه الأساسي هو العودة إلى ريال مدريد.
النادي يرى فيه المدرب القادر على بناء فريق تنافسي يجمع بين الشباب والخبرة، مع الحفاظ على طموحات النادي العالية.
تحديات تدريب ريال مدريد
تدريب ريال مدريد ليس مجرد وظيفة، بل مسؤولية ضخمة تأتي مع توقعات هائلة.
النادي، الذي فاز بدوري الأبطال 15 مرة، يعيش على مبدأ الفوز بكل شيء كل عام.
أي موسم بدون لقب كبير يُعتبر كارثة، وهو ما يضع أي مدرب تحت ضغط مستمر.
أنشيلوتي، رغم إنجازاته التاريخية، يواجه شبح الإقالة لأن النادي يرى أن دورته قد اقتربت من النهاية، حتى لو نجح في الفوز بلقب هذا الموسم.
بالنسبة لـكلوب، هذا الضغط قد يكون أكبر مما يرغب في تحمله حاليًا.
تجربته في ليفربول، حيث بنى فريقًا من الصفر وحقق نجاحات مذهلة، كانت مرهقة، وهو ما دفعه لأخذ استراحة من التدريب.
أما بالنسبة لـألونسو، فهو يبدو مستعدًا لتحمل هذا التحدي، مدعومًا بشغفه كمدريدي سابق وثقته في قدراته التدريبية.
التركيز على الموسم الحالي
رغم كل التكهنات، يبقى ريال مدريد مركزًا على الموسم الحالي.
الفريق لا يزال في المنافسة على جميع الألقاب، ومباراة الإياب ضد أرسنال في البرنابيو يوم الأربعاء المقبل ستكون حاسمة.
أنشيلوتي يعول على لاعبيه الحاليين، مثل تشواميني، كامافينغا، فالفيردي، بيلينغهام، رودريغو، ومبابي، لقلب الطاولة.
أي تغييرات إدارية أو تدريبية ستُؤجل حتى نهاية الموسم، حيث ستُحدد النتائج مصير أنشيلوتي والخطوة التالية للنادي.
ختامًا
فكرة تولي يورغن كلوب تدريب ريال مدريد تبدو جذابة على الورق، لكنها تواجه عقبات كبيرة، أبرزها التزامه الحالي مع ريد بول وعدم رغبته في العودة للتدريب قريبًا.
طلباته الافتراضية لتوقيعات في مراكز قلب الدفاع، الظهير الأيمن، والظهير الأيسر منطقية، لكنها ليست سوى تكهنات في ظل تركيز النادي على شابي ألونسو كخيار أول.
ألونسو، بتاريخه ونجاحاته، يمثل الخيار الأكثر واقعية لبدء مشروع جديد في البرنابيو.
بينما يترقب عشاق ريال مدريد مباراة الإياب ضد أرسنال، تبقى الأسئلة حول المستقبل معلقة: هل ينجح أنشيلوتي في إنقاذ موسمه؟
أم أننا على أعتاب حقبة جديدة مع ألونسو أو، بشكل أقل احتمالاً، كلوب؟