يواجه نادي برشلونة معركة حاسمة داخل وخارج الملعب، فبينما يستعد الفريق لمواجهة سيلتا فيغو في الجولة 32 من الدوري الإسباني، يتصاعد التوتر حول مستقبل نجمه الشاب لامين يامال.
وفقًا لصحيفة “آس” الإسبانية، فإن النجم البالغ من العمر 17 عامًا فاجأ إدارة النادي بشرط غير متوقع لتجديد عقده: الحصول على أعلى راتب في الفريق.
مع اقتراب نهاية عقده في 2026 واهتمام أندية مثل باريس سان جيرمان وتشيلسي، يخشى برشلونة تكرار سيناريو رحيل ليونيل ميسي.
فهل ينجح لابورتا في الإبقاء على جوهرته، أم يفقد النادي نجمه الصاعد؟
لامين يامال، أحد أبرز مواهب لاماسيا، أصبح ركيزة أساسية في تشكيلة برشلونة هذا الموسم، حيث يقدم أداءً استثنائيًا في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
مع انتهاء عقده في صيف 2026، تسارع إدارة خوان لابورتا الزمن لتأمين مستقبله، خاصة مع العروض المغرية من أندية أوروبية كبرى.
وفقًا لتقارير “آس”، عقد لابورتا اجتماعًا مع وكيل اللاعب خورخي مينديز في لشبونة، لكن المفاوضات لم تصل إلى اتفاق نهائي بسبب مطالب يامال المالية الطموحة، التي أثارت مخاوف من تكرار أزمة ميسي، عندما غادر النادي في 2021 بسبب القيود المالية.
شرط يامال الصادم: أعلى راتب في برشلونة
كشفت “آس” أن لامين يامال اشترط الحصول على أعلى راتب في الفريق كجزء من تجديد عقده، وهو مطلب يعكس ثقته بدوره المحوري في النادي.
اللاعب، الذي يحمل الرقم “10” الأسطوري، يرى أن أداءه المميز، سواء في الدوري أو مع منتخب إسبانيا، يبرر وضعه في صدارة الرواتب، متجاوزًا نجومًا مثل روبرت ليفاندوفسكي وفرينكي دي يونغ.
هذا الشرط وضع إدارة برشلونة في موقف حرج، حيث تسعى لتحقيق توازن بين مكافأة يامال والحفاظ على استقرارها المالي.
المفاوضات، التي جرت في لشبونة، شهدت تباينًا واضحًا في الرؤى.
بينما يصر يامال ومينديز على راتب يعكس مكانته كنجم عالمي صاعد، تحاول إدارة لابورتا تجنب تكرار أخطاء الماضي، مثل الأزمة المالية التي أدت إلى رحيل ميسي.
مصادر من النادي أكدت أن التجديد هو الخيار الوحيد، لكن التوصل إلى اتفاق نهائي قد يستغرق وقتًا بسبب التعقيدات المالية.
اهتمام أوروبي يزيد الضغط
يأتي شرط يامال في وقت تتزايد فيه العروض المغرية من أندية أوروبية كبرى.
باريس سان جيرمان، بقيادة ناصر الخليفي، يقدم راتبًا خياليًا يفوق بأضعاف ما يمكن أن يقدمه برشلونة، كما ذكر في تقارير سابقة.
تشيلسي ومانشستر سيتي يراقبان الوضع عن كثب، مستعدين للانقضاض إذا فشلت المفاوضات.
هذه الضغوط تزيد من إلحاح برشلونة لتأمين يامال، خاصة أن عقده الحالي ينتهي في 2026، مما يعني أن الأندية يمكنها التفاوض معه مباشرة في يناير 2026 إذا لم يتم التجديد.
على منصة إكس، عبّر مشجعو برشلونة عن قلقهم من احتمال خسارة يامال، مشيدين في الوقت ذاته بثقته بنفسه وطموحه.
بعض التعليقات دعت لابورتا إلى تلبية مطالب اللاعب، معتبرين أن يامال يستحق الاستثناء كرمز لمستقبل النادي، بينما حذر آخرون من تكرار “كارثة ميسي”.
تحديات برشلونة المالية والإدارية
برشلونة يواجه تحديات مالية كبيرة، حيث لا يزال يعاني من ديون متراكمة وقيود مفروضة من رابطة الدوري الإسباني.
هذه القيود تجعل تلبية طلب يامال بالحصول على أعلى راتب أمرًا معقدًا، خاصة أن النادي يسعى لتحسين رواتب لاعبين آخرين مثل بيدري وجافي.
إدارة لابورتا تعمل على زيادة الإيرادات من خلال صفقات رعاية، مثل الاتفاق مع نايك، لكنها تتردد في تقديم راتب استثنائي قد يخل بالتوازن داخل غرفة الملابس.
من الناحية الإدارية، يحتاج النادي إلى إتمام تجديد عقد يامال قبل يوليو 2025، عندما يبلغ 18 عامًا، لضمان استقراره القانوني.
المفاوضات مع مينديز، المعروف بمهارته في التفاوض، تتطلب مرونة من الطرفين لتجنب أي انهيار مفاجئ.
تأثير القرار على برشلونة
إذا نجح برشلونة في تلبية مطالب يامال، فسيكون ذلك بمثابة إعلان عن بداية حقبة جديدة بقيادة نجم لاماسيا، مما يعزز ثقة الجماهير في المشروع الجديد.
لكن فشل المفاوضات قد يؤدي إلى خسارة أحد أعظم المواهب في تاريخ النادي، مما يُعيد إلى الأذهان رحيل ميسي المؤلم.
يامال، بأدائه المذهل وقدرته على التأثير في المباريات الكبرى، يُعتبر استثمارًا لا يُعوض، خاصة مع شرطه الجزائي البالغ مليار يورو، الذي يحميه مؤقتًا من العروض الخارجية.