ودّع ريال مدريد دوري أبطال أوروبا من ربع النهائي بخسارة مذلة أمام آرسنال بنتيجة 5-1 في مجموع مباراتي الذهاب (3-0) والإياب (2-1) على ملعب “سانتياجو برنابيو”.
هذا الإقصاء المبكر، في موسم بدا فيه الفريق بعيداً عن مستواه المعهود، أشعل موجة من الإحباط داخل أروقة النادي، وكان النجم الإسباني لوكاس فاسكيز أول من أعلن نيته الرحيل بنهاية الموسم.
فاسكيز يبلغ زملاءه بالرحيل
وفقاً لصحيفة “ديفينسا سنترال” الإسبانية، أبلغ لوكاس فاسكيز (33 عاماً) بعض المقربين منه في غرفة ملابس ريال مدريد بقراره مغادرة النادي في يونيو 2025، مع انتهاء عقده الحالي.
يرى فاسكيز أن الوقت قد حان لإغلاق صفحة مسيرته مع النادي الملكي، التي امتدت لأكثر من 10 سنوات، حيث شعر أن دوره تقلص هذا الموسم، خاصة بعد عودة داني كارفاخال من الإصابة وتطلع النادي لضم أسماء جديدة مثل ترينت ألكسندر أرنولد.
فاسكيز، الذي فاز بـ21 لقباً مع ريال مدريد، بما في ذلك 5 ألقاب دوري أبطال أوروبا، كان ركيزة أساسية في غرفة الملابس، لكنه عانى من تراجع مستواه هذا الموسم، مما جعل إدارة فلورنتينو بيريز تميل لعدم تجديد عقده.
تصريحات عاطفية تلمح للوداع
في تصريحاته بعد مباراة آرسنال، التي نقلتها صحيفة “ماركا”، بدا فاسكيز عاطفياً للغاية، مما عزز التكهنات برحيله.
قال:
“نعم، افتقدنا للوضوح بالكرة، ولبعض الصبر في تحريك اللعب.
أرسنال لم يُظهر شيئاً في الشوط الأول، لكن مع اندفاعنا في الشوط الثاني، استغلوا الفرصة.”
وأضاف:
“كما نكون مسؤولين عن الانتصار، فنحن كذلك عن الهزيمة.
المدريديستا يعرف أننا نقاتل دائمًا، قد ننجح أو نفشل، لكننا نتحمل المسؤولية.”
واختتم برسالة وداعية حملت الكثير من الحزن:
“شكرًا لما قدمتموه لي… أثق أنكم ستُعيدون ريال مدريد إلى القمة، وستُسكتون كل المشككين.”
هذه الكلمات، التي وصفتها “ماركا” بـ”رسالة وداع”، أثارت تفاعلاً كبيراً على منصة X، حيث اعتبرها البعض تأكيداً على نيته مغادرة النادي.
أسباب قرار فاسكيز
عدة عوامل دفعت فاسكيز لاتخاذ هذا القرار:
- تراجع دوره: مع عودة كارفاخال واهتمام النادي بضم ألكسندر أرنولد، أصبحت فرص فاسكيز كأساسي محدودة، حيث شارك في 23 مباراة هذا الموسم، معظمها كبديل.
- مستوى كارثي: تقارير من “ماركا” و”ريليفو” أشارت إلى أن أداء فاسكيز هذا الموسم كان دون المتوقع، مما قلل من فرص تجديد عقده.
- سياسة النادي: سياسة بيريز بعدم تجديد عقود اللاعبين فوق سن الـ30 إلا بشروط صارمة جعلت استمرار فاسكيز أمراً معقداً.
- الإقصاء الأوروبي: خسارة آرسنال كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث شعر فاسكيز، وفقاً لـ”ديفينسا سنترال”، أن الفريق بحاجة إلى دماء جديدة لاستعادة هيبته.
ردود فعل الجماهير والإعلام
تصريحات فاسكيز أثارت موجة من التفاعل على منصة X، حيث عبر بعض المشجعين عن حزنهم لرحيل أحد أبطال الجيل الذهبي، بينما اعتبر آخرون أن قراره منطقي في ظل تراجع مستواه.
أحد المستخدمين كتب: “فاسكيز قدم كل شيء للريال، لكنه لم يعد قادراً على المنافسة”، بينما وصف آخر تصريحه بـ“وداع بطل يستحق الاحترام.”
صحيفة “آس” أشارت إلى أن فاسكيز قد يبحث عن وجهة جديدة في الدوري الإسباني أو دوريات أخرى مثل الدوري السعودي، بينما ذكرت “ريليفو” أن رحيله قد يمهد الطريق لصفقات كبرى مثل ألكسندر أرنولد أو فلوريان فيرتز.
تأثير الرحيل على ريال مدريد
رحيل فاسكيز، إلى جانب التقارير عن مغادرة محتملة لـلوكا مودريتش وإدواردو كامافينجا، يعزز من خطة بيريز لإعادة هيكلة الفريق.
النادي يخطط لضم ظهير أيمن جديد، مع أنباء عن مفاوضات متقدمة مع ألكسندر أرنولد، الذي ينتهي عقده مع ليفربول في يونيو 2025.
كما يبدو أن تشابي ألونسو هو المرشح الأبرز لخلافة أنشيلوتي، مما قد يفتح الباب لصفقة فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن.
تحليل القرار
قرار فاسكيز يعكس وعيه بمرحلة الفريق الحالية، التي تتطلب تغييرات جذرية بعد موسم مخيب.
مسيرته مع الريال، التي شهدت ألقاباً تاريخية، جعلته رمزاً للإخلاص، لكن تراجع مستواه وتقدمه في العمر جعلا رحيله خياراً منطقياً.
تصريحاته العاطفية تؤكد ارتباطه العميق بالنادي، لكنها تعبر أيضاً عن إدراكه أن دوره انتهى.
