يواصل برشلونة، متصدر الدوري الإسباني برصيد 76 نقطة، استعداداته لخوض مواجهة حاسمة أمام غريمه التقليدي ريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا 2025، المقرر إقامتها يوم السبت 26 أبريل على ملعب لا كارتوخا في إشبيلية.
هذا الكلاسيكو، الذي يُعد الـ260 في تاريخ المواجهات بين الفريقين، يأتي وسط طموحات برشلونة بقيادة المدرب هانسي فليك لتعزيز خزائنه بالألقاب، خاصة بعد غياب الفريق عن نهائي الكأس منذ أربعة مواسم.
لكن التحدي الأكبر أمام البلوغرانا يكمن في غياب نجمهم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي أصيب في العضلة شبه الوترية بفخذه الأيسر خلال مباراة سيلتا فيغو، مما سيحرمه من المشاركة في النهائي ومباراتي نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان.
هذا الغياب يُعد ضربة قوية للفريق، خاصة أن ليفاندوفسكي يتصدر قائمة هدافي الدوري برصيد 25 هدفًا، ويساهم بـ40 هدفًا في جميع المسابقات هذا الموسم.
رافينيا يدعم فيران توريس
في ظل هذا الوضع، خرج النجم البرازيلي رافينيا بتصريحات مثيرة، حيث رشح زميله فيران توريس لقيادة هجوم برشلونة في النهائي.
ووفقًا لصحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، أعرب رافينيا عن إعجابه الشديد بالتطور الكبير الذي أظهره توريس هذا الموسم، مشيرًا إلى أن المهاجم الإسباني بات يمتلك النضج والفعالية اللازمين ليصبح المهاجم الأساسي للفريق، ليس فقط في النهائي، بل ربما بداية من الموسم المقبل.
رافينيا، الذي سجل 24 هدفًا هذا الموسم ويُعد ثاني أفضل هداف في الفريق بعد ليفاندوفسكي، أكد أن توريس أصبح أكثر تركيزًا وقوة داخل منطقة الجزاء، مع حس تهديفي متطور جعله يحرز 15 هدفًا بمعدل هدف كل 81 دقيقة.
وأشار إلى أن التطور البدني لتوريس، إلى جانب التزامه الاحترافي، يجعله الخيار الأمثل لتعويض غياب ليفاندوفسكي.
هذا الرأي لاقى دعمًا من زملاء آخرين مثل بيدري وجافي، الذين يرون في توريس مفتاح الحسم في المواجهات الكبرى، سواء أمام ريال مدريد أو إنتر ميلان.
ليفاندوفسكي: تراجع تدريجي
على الرغم من مكانة ليفاندوفسكي كأسطورة وهدافه التاريخي، إلا أن المهاجم البولندي، الذي سيبلغ 37 عامًا في أغسطس 2025، بدأ يُظهر علامات تراجع طفيفة في الأداء.
ورغم مساهماته التكتيكية وخبرته الكبيرة، إلا أن قدرته على حسم المباريات في الثلث الأخير لم تعد كما كانت في ذروته مع بايرن ميونخ أو في مواسمه الأولى مع برشلونة.
هذا الوضع فتح الباب أمام نقاشات داخل غرفة الملابس حول ضرورة إيجاد بديل طويل الأمد، ويبدو أن فيران توريس هو المرشح الأبرز.
فيران توريس: البديل المثالي
أثبت فيران توريس جدارته كبديل فاعل هذا الموسم، حيث سجل 15 هدفًا وقدم 3 تمريرات حاسمة، معظمها كبديل، مما يجعله رابع أفضل هداف في الفريق بعد ليفاندوفسكي، رافينيا، ولامين يامال.
تألقه في مباريات كبرى، مثل تسجيله هاتريك أمام فالنسيا وهدفين أمام بوروسيا دورتموند في دوري الأبطال، عزز ثقة فليك به، حيث أشار المدرب الألماني إلى أن توريس “في أفضل لحظات مسيرته” ويمتلك السرعة والتحكم اللازمين لقيادة الهجوم.
تقارير صحفية، مثل ما نشرته صحيفة “آس”، أكدت أن فليك يدرس الاعتماد على توريس كرأس حربة أساسي في النهائي، خاصة مع قدرته على الضغط العالي وإزعاج دفاعات الخصم، وهي ميزة قد تكون حاسمة أمام ريال مدريد.
وأشارت إلى أن فليك قد يستخدم داني أولمو كرأس حربة وهمي إلى جانب توريس لخلق ديناميكية هجومية، مع الاستفادة من سرعة رافينيا ولامين يامال على الأجنحة.
نقاش داخلي ودعم جماعي
رؤية رافينيا ليست مجرد رأي شخصي، بل تعكس إجماعًا متزايدًا داخل غرفة الملابس.
فلاعبون مثل بيدري وجافي يرون أن توريس، بفضل التزامه وسلوكه الاحترافي، يستحق فرصة أكبر.
حتى المسؤولون في النادي بدأوا ينظرون إليه كجزء من المشروع المستقبلي، خاصة مع خطط الإدارة لتقليص الأعباء المالية عبر بيع لاعبين آخرين مثل رونالد أراوخو، بينما يُعتبر توريس استثمارًا يمكن البناء عليه.
هذا الدعم يأتي في وقت يواجه فيه توريس جدلًا حول دوره، حيث كان في السابق مرشحًا للرحيل لتمويل صفقات مثل فيكتور جيوكيريس.
لكن أداءه المميز، خاصة في المباريات التي لعب فيها كبديل، قلب الموازين، وجعله يحظى بثقة فليك وزملائه على حد سواء.
تحدي الكلاسيكو
مع اقتراب موعد الكلاسيكو، يتطلع برشلونة إلى تعويض خسارته الأخيرة في نهائي كأس الملك أمام ريال مدريد عام 2014 بنتيجة 2-1.
ومع غياب ليفاندوفسكي، سيكون على توريس إثبات أنه الرجل المناسب لقيادة الهجوم في هذه المواجهة التاريخية.
إذا نجح في ترجمة ثقة رافينيا وفليك إلى أداء مميز على أرض الملعب، فقد يكون ذلك بداية تحول كبير في مسيرته مع برشلونة، وربما نقطة انطلاق ليصبح المهاجم الأساسي للفريق بحلول صيف 2025.
