مع تزايد التكهنات حول مستقبل كارلو أنشيلوتي مع ريال مدريد، يبدو أن اسم زين الدين زيدان يعود إلى الواجهة كمرشح محتمل لتولي القيادة الفنية للفريق للمرة الثالثة.
يواجه أنشيلوتي ضغوطًا متزايدة بعد خسارة الفريق 3-0 أمام آرسنال في دوري أبطال أوروبا، إلى جانب اهتمام المنتخب البرازيلي بخدماته كمدرب للمنتخب الوطني.
في هذا المقال، نستعرض إمكانية عودة زيدان إلى سانتياغو برنابيو، تحديات هذا القرار، والبدائل المحتملة التي ينظر إليها النادي.
إرث زيدان المجيد مع ريال مدريد
زيدان ليس مجرد اسم عابر في تاريخ ريال مدريد؛ بل هو أسطورة بكل المقاييس.
خلال فترتيه كمدرب للفريق (2016-2018 و2019-2021)، قاد الفريق إلى إنجازات استثنائية، أبرزها الفوز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية (2016-2018)، وهو إنجاز غير مسبوق في العصر الحديث.
كما أضاف إلى خزائن النادي لقبين في الدوري الإسباني، ولقبين في كأس السوبر الإسباني، إلى جانب ألقاب عالمية مثل كأس العالم للأندية.
أسلوب زيدان الهادئ في إدارة الفريق، مع تركيزه على العلاقات البشرية مع اللاعبين، جعله محبوبًا في غرفة الملابس، رغم بعض الانتقادات حول محدودية تكتيكاته مقارنة بالمدربين الحداثيين.
الوضع الحالي لأنشيلوتي
كارلو أنشيلوتي، المدرب الحالي، حقق نجاحات كبيرة مع ريال مدريد، بما في ذلك لقب دوري أبطال أوروبا 2022 ولقب الدوري الإسباني في الموسم الماضي.
لكن الخسارة الأخيرة أمام آرسنال كشفت عن بعض نقاط الضعف في أداء الفريق، خاصة في ظل الاعتماد على لاعبين شباب مثل كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، إلى جانب إصابات لاعبين أساسيين مثل داني كارفاخال.
اهتمام البرازيل بأنشيلوتي يضيف طبقة أخرى من التعقيد، حيث يُعتقد أن الاتحاد البرازيلي يراه المرشح المثالي لقيادة السيليساو بعد بطولة كوبا أمريكا 2024.
إذا قرر أنشيلوتي الرحيل، فإن ريال مدريد سيحتاج إلى اسم كبير لملء الفراغ، وهنا يبرز اسم زيدان.
هل زيدان مستعد للعودة؟
على الرغم من الإرث الرائع الذي تركه زيدان في ريال مدريد، هناك شكوك حول رغبته في العودة.
بعد مغادرته النادي في 2021، أعرب زيدان عن إحباطه من نقص الدعم من إدارة النادي، خاصة من رئيس النادي فلورنتينو بيريز، الذي ركز على استقطاب نجوم جدد مثل مبابي بدلاً من تعزيز هيكلية الفريق.
في رسالة وداعه، أشار زيدان إلى أن العلاقات البشرية والدعم طويل الأمد أهم من الألقاب، مما يوحي بأن أي عودة ستتطلب ضمانات واضحة من الإدارة.
منذ مغادرته، ارتبط اسم زيدان بالعديد من الوجهات، بما في ذلك مانشستر يونايتد، باريس سان جيرمان، ومنتخب فرنسا، لكنه اختار البقاء خارج الأضواء حتى يظهر “المشروع المناسب”.
يُعتقد أن زيدان يفضل تولي تدريب منتخب فرنسا بعد انتهاء عقد ديدييه ديشامب في 2026، مما قد يجعل عودته إلى ريال مدريد في الوقت الحالي غير مرجحة.
كما أن تجربته في فترته الثانية (2019-2021) لم تكن بنفس النجاح، حيث واجه تحديات مثل غياب كريستيانو رونالدو وتجديد الفريق، مما قد يجعله حذرًا من خوض التجربة مجددًا.
البدائل المحتملة
إذا رفض زيدان العودة، يمتلك ريال مدريد قائمة من المرشحين المميزين.
تشمل الأسماء البارزة:
تشابي ألونسو: المدرب الحالي لباير ليفركوزن، والذي قاد فريقه إلى لقب الدوري الألماني في موسم 2023-2024.
أسلوب ألونسو الهجومي وخبرته كلاعب سابق في ريال مدريد تجعله خيارًا جذابًا.
راؤول غونزاليس: أسطورة النادي ومدرب فريق الكاستيا (الفريق الرديف).
راؤول يتمتع بشعبية كبيرة بين الجماهير، لكنه يفتقر إلى الخبرة في تدريب الفريق الأول.
ألفارو أربيلوا: مدرب فريق الشباب في ريال مدريد، ويُنظر إليه كخيار طويل الأمد، لكنه قد لا يكون جاهزًا بعد لتولي الفريق الأول.
كل من هؤلاء المدربين يجلب نهجًا مختلفًا، لكن زيدان يبقى الخيار الأكثر جاذبية بسبب إرثه وتأثيره الفوري المحتمل.
تحديات العودة
عودة زيدان لن تكون خالية من التحديات.
الفريق الحالي يمر بمرحلة انتقالية، مع مزيج من الشباب مثل رودريغو وكامافينغا والمخضرمين مثل لوكا مودريتش.
إدارة هذا التوازن ستتطلب مهارة كبيرة، خاصة في ظل الضغط الإعلامي الهائل في مدريد.
علاوة على ذلك، سيتعين على زيدان التعامل مع توقعات فوز فوري، وهو أمر صعب في ظل المنافسة الشرسة من أندية مثل مانشستر سيتي وبرشلونة.
خاتمة
عودة زين الدين زيدان إلى ريال مدريد ستكون بمثابة حلم للجماهير، لكنها ليست مضمونة.
إرثه العظيم يجعله المرشح الأول في حال رحيل أنشيلوتي، لكن رغبته في انتظار مشروع يتماشى مع رؤيته قد تعيق هذه الخطوة.
في الوقت نفسه، يمتلك ريال مدريد خيارات أخرى واعدة مثل تشابي ألونسو وراؤول، مما يضمن أن النادي سيظل في أيدٍ أمينة بغض النظر عن القرار.
الأشهر القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان زيدان سيُعيد كتابة فصلاً جديدًا في تاريخه مع النادي الملكي، أم سيختار وجهة أخرى لمواصلة مسيرته التدريبية.