أثارت خسارة ريال مدريد أمام أرسنال في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا موجة من التساؤلات حول أداء الفريق، وكان إدواردو كامافينجا أحد أبرز اللاعبين الذين وقعوا تحت الأضواء.
مع تقارير تشير إلى عرض بقيمة 50 مليون يورو لضمه، يجد النجم الفرنسي نفسه في قلب نقاش حول مستقبله مع الميرينغي.
لكن، هل يفكر فلورنتينو بيريز بالفعل في بيع أحد أهم مواهب الفريق؟
أم أن كامافينجا سيظل ركيزة أساسية في مشروع ريال مدريد؟
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذا الجدل وموقف النادي.
كامافينجا تحت النقد: أداء مخيب أمام أرسنال
وفقًا لصحيفة “ديفينسا سنترال” الإسبانية، تركت هزيمة ريال مدريد 3-0 أمام أرسنال في ملعب الإمارات ردود فعل قوية داخل النادي، حيث أثارت تساؤلات حول أداء العديد من اللاعبين، بما في ذلك إدواردو كامافينجا.
النجم الفرنسي، الذي طُرد في المباراة، تلقى انتقادات بسبب أدائه غير المستقر في خط الوسط، على الرغم من أن التقارير أشارت إلى أنه لم يكن الأسوأ في الفريق.
كامافينجا، الذي شارك في 24 مباراة هذا الموسم وسجل هدفًا وقدم تمريرتين حاسمتين، لم يقدم أفضل مستوياته أمام أرسنال، حيث عجز عن فرض السيطرة على وسط الملعب، مما سمح للاعبي أرسنال مثل مارتن أوديغارد بقيادة المباراة.
ومع ذلك، يرى المحللون أن تحميله المسؤولية الكاملة عن الخسارة أمر غير عادل، خاصة أن أداء الفريق بأكمله كان دون المستوى المطلوب.
عرض الـ50 مليون يورو: هل يغري فلورنتينو بيريز؟
كشفت “ديفينسا سنترال” أن وسيطًا يمثل أندية من الدوري الإنجليزي الممتاز قدم عرضًا بقيمة 50 مليون يورو لضم كامافينجا قبل أسابيع من مباراة أرسنال.
هذا العرض لم يُلقَ اهتمامًا كبيرًا من إدارة ريال مدريد في ذلك الوقت، حيث كان النادي واثقًا من قدرة اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا على استعادة تألقه في الموسم المقبل.
لكن بعد الأداء المخيب أمام أرسنال، بدأت التكهنات حول إعادة تقييم موقف النادي.
على الرغم من هذه التكهنات، يبدو أن فلورنتينو بيريز ليس في وارد التخلي عن كامافينجا.
بحسب التقارير، رد بيريز على العرض بقوله:
“كامافينجا ليس للبيع.”
هذا الموقف يعكس قناعة النادي بأن اللاعب لا يزال جزءًا أساسيًا من خططه المستقبلية، خاصة مع عقده الذي يمتد حتى 2029 والذي يتضمن شرطًا جزائيًا بقيمة مليار يورو.
لماذا يرفض ريال مدريد بيع كامافينجا؟
هناك عدة أسباب تجعل ريال مدريد متمسكًا بـكامافينجا على الرغم من الأداء المتذبذب هذا الموسم:
إمكانيات استثنائية: كامافينجا، الذي انضم إلى ريال مدريد من رين في 2021 مقابل 31 مليون يورو، يُعتبر أحد أفضل لاعبي خط الوسط الشباب في العالم. قدرته على اللعب كمحور دفاعي أو في مركز أكثر تقدمًا، إلى جانب دوره كظهير أيسر في بعض المباريات، تجعله لاعبًا متعدد الاستخدامات.
عمر صغير: في سن 22 عامًا، لا يزال أمام كامافينجا سنوات طويلة لتطوير مهاراته. ريال مدريد يرى فيه استثمارًا طويل الأمد، خاصة مع وجود لاعبين شباب آخرين مثل جود بيلينغهام وفينيسيوس جونيور في الفريق.
ثقة الجهاز الفني: كارلو أنشيلوتي يكن تقديرًا كبيرًا لـكامافينجا، حيث أشركه أساسيًا في مباريات كبرى مثل نهائي كأس الملك ونصف نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي. أنشيلوتي يؤمن بأن اللاعب قادر على استعادة مستواه مع الوقت.
دعم الفريق: التقارير أكدت أن إدارة النادي لا تعتقد أن كامافينجا يتحمل وحدة مسؤولية الخسارة أمام أرسنال، حيث كان الأداء الجماعي هو العامل الأساسي. هذا الدعم يعزز من فرص بقاء اللاعب.
تحديات كامافينجا: الإصابة وغياب الإياب
تفاقمت مشاكل كامافينجا بعد إصابته في مباراة أرسنال، إلى جانب طرده، مما يعني غيابه عن مباراة الإياب في سانتياغو برنابيو.
هذا الغياب يضع المزيد من الضغط على الفريق، الذي يحتاج إلى “ريمونتادا” تاريخية للتأهل إلى نصف النهائي.
على الرغم من ذلك، يظل كامافينجا داعمًا لزملائه من خارج الملعب، حيث أعرب عن أمله في أن تكون مباراة الإياب “ليلة ساحرة” للميرينغي.
هذا الموقف يعكس التزامه بالفريق ورغبته في البقاء جزءًا من مشروعه، على الرغم من التحديات الحالية.
مستقبل كامافينجا: بقاء أم رحيل؟
على الرغم من الاهتمام الكبير من أندية الدوري الإنجليزي، مثل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، يبدو أن كامافينجا سيبقى في ريال مدريد للموسم المقبل.
التقارير تشير إلى أن اللاعب نفسه سعيد في النادي ولا يفكر في الرحيل، بينما إدارة النادي ترى أن قيمته السوقية تفوق بكثير العرض المقدم (50 مليون يورو)، خاصة مع تقديرات سابقة قدرت قيمته بنحو 70 مليون يورو.
ومع ذلك، يواجه كامافينجا تحديًا شخصيًا لتحسين أدائه واستعادة الثقة.
منافسة لاعبين مثل أوريلين تشواميني، فيدي فالفيردي، وداني سيبايوس في خط الوسط تجعل من الضروري أن يثبت جدارته كعنصر أساسي في تشكيلة أنشيلوتي.
إذا استمر في تقديم أداء متذبذب، قد تعيد الإدارة تقييم موقفها في المستقبل، لكن في الوقت الحالي، يبقى كامافينجا جزءًا لا يتجزأ من خطط ريال مدريد.
خاتمة:
إدواردو كامافينجا يقف عند مفترق طرق بعد أداء مخيب أمام أرسنال، لكن ثقة ريال مدريد به لا تزال قوية.
عرض الـ50 مليون يورو من أندية الدوري الإنجليزي لم يغرِ فلورنتينو بيريز، الذي يرى في النجم الفرنسي ركيزة مستقبلية للفريق.
مع عقد يمتد حتى 2029 وإمكانيات هائلة لم تُستغل بالكامل بعد، يبدو أن كامافينجا سيحصل على فرصة أخرى لإثبات نفسه في البرنابيو.
هل يتمكن من تحويل الانتقادات إلى دافع للتألق، أم تكون هذه بداية لنهاية مغامرته مع الميرينغي؟
الموسم المقبل سيحمل الإجابة.
