
يعيش ريال مدريد موسمًا مليئًا بالتحديات، حيث يواجه شبح الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا بعد هزيمة ثقيلة أمام أرسنال بنتيجة 3-0 في ربع النهائي، إلى جانب صعوبات في الحفاظ على التوازن في الدوري الإسباني.
وسط هذه الأزمة، يجد النجم البرازيلي رودريغو غوس نفسه تحت الضغط بسبب تراجع مستواه، خاصة في مباراة أرسنال الأخيرة، مما يثير تساؤلات حول مستقبله مع الفريق الملكي.
فهل يتمكن رودريغو من استعادة بريقه؟
أم أن أيامه في سانتياغو برنابيو باتت معدودة؟
دعونا نستعرض القصة.
وضع ريال مدريد: أزمة نتائج وتوازن
لم يكن الموسم الحالي ودودًا مع ريال مدريد، حيث يعاني الفريق من تقلبات في الأداء على الصعيدين المحلي والأوروبي.
الهزيمة أمام أرسنال في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال وضعت الفريق في موقف صعب قبل مباراة الإياب، بينما تستمر المنافسة الشرسة مع برشلونة في الليغا.
هذه التحديات دفعت إدارة النادي إلى التفكير في تغييرات جذرية خلال سوق الانتقالات الصيفية، مع تركيز خاص على إعادة هيكلة التشكيلة لتحقيق التوازن المفقود.
اختيار كارلو أنشيلوتي لتشكيل 4-3-3، الذي يضم جود بيلينغهام، فينيسيوس جونيور، كيليان مبابي، ورودريغو، لم يحقق النجاح المتوقع.
الثلاثي الهجومي، رغم موهبته الهائلة، يفتقر إلى الضغط الدفاعي المطلوب، مما يترك خط الوسط مكشوفًا في المباريات الكبرى.
هذا الخلل التكتيكي أثر سلبًا على أداء الفريق، وزاد الضغط على لاعبين مثل رودريغو، الذين يُتوقع منهم تقديم مستويات استثنائية.
رودريغو تحت المجهر
رودريغو غوس، البالغ من العمر 24 عامًا، كان يُعتبر أحد أعمدة ريال مدريد في المواسم السابقة، بفضل سرعته، مهارته، وقدرته على تسجيل أهداف حاسمة.
لكنه هذا الموسم لم يظهر بالمستوى المعهود، حيث سجل 5 أهداف فقط وصنع 4 تمريرات حاسمة في 20 مباراة بالدوري الإسباني حتى الآن.
مباراة أرسنال كانت بمثابة نقطة تحول سلبية، حيث فشل البرازيلي في ترك بصمة تُذكر، مما أثار انتقادات حادة من الجماهير والمحللين.
وفقًا لتقارير صحيفة “ديفينسا سنترال”، يدرس أنشيلوتي تغيير خطته التكتيكية في المباريات الحاسمة، مثل نهائي كأس الملك المحتمل ضد برشلونة، بالتحول إلى تشكيل 4-4-2 أو 4-4-1-1 لتعزيز خط الوسط.
هذا التغيير قد يعني استبعاد أحد المهاجمين، ويبدو أن رودريغو هو الأقرب لدفع الثمن، خاصة مع تألق فينيسيوس ومبابي، اللذين يحظيان بثقة أكبر من الجهاز الفني.
لماذا يعاني رودريغو؟
هناك عدة أسباب وراء تراجع مستوى رودريغو هذا الموسم.
أولاً، المنافسة الشرسة في خط الهجوم مع وجود فينيسيوس ومبابي تجعل من الصعب عليه الحصول على مساحات كافية للتألق.
ثانيًا، يبدو أن الضغط النفسي الناتج عن توقعات الجماهير والإدارة قد أثر على ثقته بنفسه، خاصة بعد أخطاء فردية في مباريات حاسمة.
وأخيرًا، عدم التوازن في أسلوب لعب الفريق يضع عبئًا إضافيًا على المهاجمين، الذين يُطالبون بالتسجيل والمشاركة الدفاعية في آن واحد.
على عكس فينيسيوس ومبابي، اللذين يتمتعان بحرية نسبية في الجانب الهجومي، يُطلب من رودريغو أداء أدوار متعددة، بما في ذلك العودة للدفاع والضغط على المنافسين، مما يحد من فعاليته أمام المرمى.
هذا الوضع دفع البعض إلى التساؤل: هل يتناسب رودريغو مع رؤية أنشيلوتي التكتيكية؟
مستقبل رودريغو: بين البقاء والرحيل
مع اقتراب سوق الانتقالات الصيفية، تتزايد التكهنات حول مصير رودريغو.
إدارة ريال مدريد، بقيادة فلورنتينو بيريز، لا تتردد عادةً في اتخاذ قرارات صعبة إذا شعرت أن لاعبًا ما لم يعد يقدم الإضافة المطلوبة.
أندية مثل مانشستر سيتي، باريس سان جيرمان، وليفربول أبدت اهتمامًا سابقًا بالبرازيلي، الذي يُقدر سعره السوقي بحوالي 100 مليون يورو، مما يجعله خيارًا مغريًا في السوق.
ومع ذلك، لا يزال أمام رودريغو فرصة لإثبات نفسه.
المباريات المتبقية في الدوري الإسباني، ومباراة الإياب ضد أرسنال، وحتى نهائي كأس الملك المحتمل، قد تكون حاسمة في تحديد مصيره.
إذا تمكن من استعادة مستواه وتقديم أداء مميز، فقد يضمن مكانه في التشكيلة الأساسية.
أما إذا استمر في التراجع، فقد يجد نفسه خارج خطط أنشيلوتي، سواء كبديل أو كجزء من صفقة انتقال.
دور أنشيلوتي في الأزمة
يحمل كارلو أنشيلوتي جزءًا من المسؤولية عن وضع رودريغو الحالي، حيث فشل في إيجاد التوازن المثالي بين استغلال قدرات نجومه الهجومية والحفاظ على صلابة دفاعية.
قراراته التكتيكية، مثل التمسك بتشكيل 4-3-3 رغم عيوبه الواضحة، ساهمت في تعقيد الأمور.
ومع ذلك، يُعرف أنشيلوتي بقدرته على إدارة الأزمات، وقد يمنح رودريغو فرصة أخيرة لإثبات جدارته، خاصة إذا قرر تغيير الأسلوب في المباريات الحاسمة.
خاتمة
رودريغو غوس يقف على مفترق طرق في مسيرته مع ريال مدريد.
بعد مواسم من التألق، يجد النجم البرازيلي نفسه تحت المجهر بسبب تراجع مستواه، مما يهدد مكانته في الفريق.
المباريات القادمة ستكون بمثابة اختبار حقيقي لقدرته على العودة إلى مستواه المعهود، أو مواجهة مصير قد يقوده خارج سانتياغو برنابيو.
في ريال مدريد، لا مكان للتراخي، والكرة الآن في ملعب رودريغو.
فهل يستعيد بريقه؟
أم يصبح ضحية التغييرات المرتقبة؟
شاركونا رأيكم