ملعب لقطات

نجم برشلونة يُثير الجدل: توترات داخل غرفة الملابس تهزّ الفريق

يُعتبر نادي برشلونة واحدًا من أعرق الأندية الأوروبية، لكن التوترات الداخلية قد تلقي بظلالها على أداء الفريق في بعض الأحيان.
مؤخرًا، أثارت حادثة بين مارك-أندريه تير شتيجن ورافينيا دياس جدلًا واسعًا، حيث رفض الحارس الألماني الاحتفال بهدف زميله البرازيلي في مباراة حاسمة أمام بوروسيا دورتموند بدوري أبطال أوروبا.
هذا الخلاف لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل كشف عن تصدعات أعمق داخل غرفة ملابس الفريق.
فما الذي حدث بالضبط؟
وكيف أثرت هذه الحادثة على العلاقات بين اللاعبين؟
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل القصة ونحلل تأثيرها على برشلونة.

بداية الشرارة: مشادة على أرض الملعب

خلال مباراة برشلونة ضد ريال بيتيس، شهدت اللحظات الأخيرة من اللقاء توترًا واضحًا.
بعد صافرة النهاية، اندفع رافينيا، الجناح البرازيلي البالغ من العمر 28 عامًا، نحو مساعد الحكم معترضًا بغضب على قراراته.
هذا التصرف لم يُعجب تير شتيجن، حارس مرمى الفريق، الذي سارع إلى توبيخ زميله ودفعه برفق لتهدئته ومنعه من التصعيد.
لكن رد فعل رافينيا كان مفاجئًا، إذ دفع الحارس الألماني بدوره، مما أثار استياء الأخير.
هذه الواقعة، التي بدت بسيطة في ظاهرها، لم تمر مرور الكرام.
فقد أشار إيفان راكيتيتش، لاعب برشلونة السابق، إلى أن الخلاف لم ينته على أرض الملعب، بل امتد إلى غرفة الملابس.
ووفقًا لتصريحاته، تحول النقاش إلى جدال حاد، مما أدى إلى توتر العلاقة بين اللاعبين بشكل ملحوظ.
هذا التوتر تجلى لاحقًا في مباراة دوري أبطال أوروبا ضد بوروسيا دورتموند، حيث رفض تير شتيجن الاحتفال بهدف رافينيا الافتتاحي.

هدف رافينيا: إنجاز أم أنانية؟

في مباراة برشلونة ضد بوروسيا دورتموند، سجل رافينيا هدفًا حاسمًا قاد الفريق لاقتراب خطوة من نصف نهائي دوري الأبطال، وهو إنجاز طال انتظاره منذ 2019.
لكن طريقة تسجيل الهدف أثارت جدلًا آخر.
فقد تدخل رافينيا ليسجل الكرة على خط المرمى، في الوقت الذي كانت فيه متجهة إلى الشباك عبر تمريرة من زميله الشاب باو كوبارسي.
هذا التدخل لم يحرم كوبارسي من هدف محتمل فحسب، بل كاد أن يُلغى الهدف بسبب شبهة التسلل.
تير شتيجن، الذي كان يتابع المباراة من المدرجات بسبب إصابته في الركبة، بدا منزعجًا من تصرف رافينيا.
لم يكن هذا الاستياء جديدًا، فقد سبق أن عبر عن غضبه من سلوك زميله خلال مشادة ريال بيتيس.
بعض المحللين وصفوا تصرف رافينيا بـ”الأنانية”، متهمين إياه بحرمان زميله من لحظة مميزة قد تُعزز ثقته كلاعب شاب.

تأثير الخلاف على الفريق

العلاقة الباردة بين تير شتيجن ورافينيا ليست مجرد مشكلة شخصية، بل قد يكون لها تداعيات على أداء برشلونة ككل.
تير شتيجن، بصفته قائدًا وحارسًا أساسيًا، يحظى باحترام كبير داخل الفريق.
من جهة أخرى، يُعد رافينيا لاعبًا مؤثرًا بفضل سرعته ومهاراته الهجومية.
أي توتر بينهما قد يؤثر على التناغم داخل الملعب، خاصة في موسم حافل بالتحديات.
إضافة إلى ذلك، أثارت الحادثة انتقادات لاذعة من بعض المحللين.
فقد وُصف رافينيا بأنه “زميل سيء”، خاصة بعد دفعه لتير شتيجن رغم علمه بإصابة الأخير في الركبة، وهو ما كان قد يُعرضه لمضاعفات خطيرة.
هذه الاتهامات زادت من الضغط على اللاعب البرازيلي، الذي يسعى لتثبيت أقدامه في التشكيلة الأساسية تحت قيادة المدرب هانسي فليك.

دور هانسي فليك في الأزمة

هانسي فليك، المدرب الحالي لبرشلونة، يواجه تحديًا كبيرًا في إدارة هذه الأزمة.
فالفريق يمر بمرحلة انتقالية، وأي انقسام داخلي قد يعيق طموحاته في المنافسة على الألقاب.
حتى الآن، لم يصدر فليك تعليقًا رسميًا حول الخلاف، لكنه معروف بأسلوبه الحازم في إدارة غرفة الملابس.
السؤال الآن هو: هل سيتمكن من استعادة التوازن وتهدئة الأجواء بين لاعبيه؟

خاتمة

الخلاف بين تير شتيجن ورافينيا ليس مجرد حادثة عابرة، بل انعكاس للتحديات التي تواجه برشلونة في بناء فريق متماسك.
رغم الإنجازات التي حققها الفريق هذا الموسم، فإن التوترات الداخلية قد تكون عقبة أمام تحقيق أهدافه الكبرى.
في النهاية، يبقى الأمل معقودًا على حكمة فليك وقدرة اللاعبين على تجاوز خلافاتهم من أجل مصلحة الفريق.
فهل سينجح برشلونة في تجاوز هذه العاصفة؟
الأيام القادمة ستكشف الإجابة.

أحمد شعبان

أحمد شعبان ، محاسب ، أهوى التدوين والعمل على الانترنت ، متابع لجميع الدوريات العربية والاوروبية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى