ملعب لقطات

قواعد اليويفا تضع برشلونة في مأزق قبل نصف نهائي دوري الأبطال

يواجه نادي برشلونة، المتصدر للدوري الإسباني والساعي لتحقيق الرباعية، معضلة غير مسبوقة قبل مباراتيه ضد إنتر ميلان في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا يومي 30 أبريل و6 مايو 2025.

عودة قائد الفريق وحارس المرمى مارك أندريه تير شتيغن من إصابة خطيرة، إلى جانب تألق الحارس البديل فويتشيك تشيزني, وضعت النادي أمام خيار صعب بسبب قواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).

هذه الأزمة تأتي في وقت حرج، حيث يعاني الفريق من غياب هدافه روبرت ليفاندوفسكي بسبب الإصابة، مما يزيد الضغط على المدرب هانسي فليك قبل مواجهة حاسمة.

إصابة تير شتيغن وصفقة تشيزني الطارئة

في سبتمبر 2024, تعرض مارك أندريه تير شتيغن, البالغ من العمر 32 عامًا, لإصابة خطيرة خلال مباراة فياريال في الدوري الإسباني، حيث أصيب بتمزق كامل في وتر الرضفة في ركبته اليمنى.

تطلبت الإصابة جراحة دقيقة وفترة تعافٍ طويلة، أبعدته عن الملاعب لمدة تقارب 7 أشهر.

في ظل هذا الغياب، لجأ برشلونة إلى صفقة طارئة بالتعاقد مع فويتشيك تشيزني, حارس مرمى يوفنتوس وأرسنال السابق، الذي أعلن اعتزاله في أغسطس 2024 قبل أن يتراجع عن قراره للانضمام إلى الفريق الكتالوني.

تشيزني, البالغ من العمر 34 عامًا, أثبت جدارته بسرعة، حيث تولى حراسة عرين برشلونة منذ يناير 2025.

خلال 22 مباراة في جميع المسابقات، حافظ على شباكه نظيفة في 15 مباراة, وسجل رقماً قياسياً بتصديه لـ3 ركلات جزاء في دوري أبطال أوروبا، بما في ذلك مباراة حاسمة ضد مانشستر يونايتد في ربع النهائي، وفقًا لتقارير “سبورت” و”موندو ديبورتيفو”.

أداؤه القوي ساعد برشلونة في الوصول إلى نصف نهائي دوري الأبطال، مما جعله عنصرًا لا غنى عنه في تشكيلة فليك.

عودة تير شتيغن: معضلة اليويفا

مع اقتراب عودة تير شتيغن إلى الملاعب، أعلن هانسي فليك في مؤتمر صحفي قبل مباراة ريال مايوركا في 22 أبريل 2025 أن الحارس الألماني “جاهز ومستعد” للعب.

وفقًا لصحيفة “ميرور” البريطانية، استأنف تير شتيغن التدريبات الكاملة منذ أوائل أبريل، وأظهر جاهزية بدنية وفنية كاملة.

لكن قواعد اليويفا تضع برشلونة أمام خيار صعب: لكي يشارك تير شتيغن في دوري أبطال أوروبا، يجب إلغاء تسجيل تشيزني من قائمة الفريق الأوروبية.

تنص المادة ذات الصلة في لوائح اليويفا على أنه:

“إذا تعافى حارس المرمى الأساسي المصاب وأصبح جاهزًا للعب، يمكنه استبدال الحارس البديل في القائمة، شريطة إبلاغ إدارة اليويفا قبل 24 ساعة من المباراة”.

هذا يعني أن برشلونة يجب أن يقرر ما إذا كان سيُعيد تير شتيغن, قائد الفريق وأحد أفضل حراس المرمى في العالم، على حساب تشيزني, الذي قدم أداءً استثنائياً وساهم بشكل مباشر في وصول الفريق إلى هذه المرحلة.

تحديات إضافية: غياب ليفاندوفسكي

تتزامن هذه المعضلة مع غياب روبرت ليفاندوفسكي, هداف برشلونة، الذي أصيب بتمزق عضلي في الفخذ خلال مباراة سيلتا فيجو في 19 أبريل 2025.

الفحوصات الطبية أكدت غيابه لمدة 3 أسابيع, مما يعني تفويته لنهائي كأس ملك إسبانيا ضد ريال مدريد في 26 أبريل ولقاء الذهاب ضد إنتر ميلان.

غياب ليفاندوفسكي, الذي سجل 40 هدفاً هذا الموسم، يزيد الضغط على فليك لتحقيق التوازن بين الاستقرار الدفاعي والفعالية الهجومية، مما يجعل قرار حارس المرمى أكثر حساسية.

خيارات فليك: تير شتيغن أم تشيزني؟

يواجه فليك قراراً معقداً يتطلب الموازنة بين الخبرة، الولاء، والأداء الحالي:

تير شتيغن: الحارس الألماني يُعد ركيزة أساسية في تشكيلة برشلونة منذ 2014, حيث لعب أكثر من 400 مباراة وحافظ على شباكه نظيفة في 150 مباراة.

خبرته في المباريات الكبرى، مثل الكلاسيكو ومواجهات دوري الأبطال، تجعله الخيار المفضل لـفليك.

وفقًا لـ”إل موندو”, تير شتيغن يتمتع بدعم كبير داخل غرفة الملابس، واستعادته قد تعزز الروح المعنوية قبل مواجهة إنتر ميلان.

تشيزني: الحارس البولندي أثبت أنه أكثر من مجرد بديل، حيث قدم أداءً ثابتاً وتصديات حاسمة.

دوره في الحفاظ على تماسك الفريق خلال غياب تير شتيغن جعله يحظى بثقة الجماهير والجهاز الفني.

إلغاء تسجيله قد يثير جدلاً، خاصة أنه قدم تضحية كبيرة بالعودة من الاعتزال لمساعدة النادي.

تقارير من “راديو كاتالونيا” تشير إلى أن فليك يميل إلى إعادة تير شتيغن لمباراة الذهاب ضد إنتر ميلان، مع إبقاء تشيزني كحارس أساسي في الدوري الإسباني حتى نهاية الموسم.

هذا القرار قد يسمح لبرشلونة بالاستفادة من الاثنين دون التضحية بأحدهما بشكل كامل، لكنه يتطلب إدارة دقيقة لتجنب أي توترات داخل الفريق.

ردود الفعل وتأثير القرار

أثارت هذه المعضلة جدلاً واسعاً بين جماهير برشلونة على منصة X، حيث دعا حسابات مثل @BarcaUniversal إلى إعادة تير شتيغن لدوره كقائد وحارس أساسي، بينما أشاد آخرون مثل @CulePride بـتشيزني واعتبروا إلغاء تسجيله “ظلماً”.

المحللون يرون أن فليك سيواجه تحدياً نفسياً في إدارة الوضع، خاصة أن تشيزني قد يشعر بالإحباط إذا تم استبعاده من دوري الأبطال بعد مساهمته الكبيرة.

من الناحية التكتيكية، يُعد تير شتيغن خياراً أفضل لمواجهة إنتر ميلان، الذي يعتمد على هجمات سريعة بقيادة لاوتارو مارتينيز وماركوس تورام.

قدرة تير شتيغن على اللعب بالقدم والمساهمة في بناء الهجمات من الخلف تتماشى مع أسلوب فليك, بينما يتفوق تشيزني في التصديات المباشرة والركلات الترجيحية.

التحديات الأوسع لبرشلونة

تأتي هذه الأزمة وسط تحديات أخرى تواجه برشلونة.

غياب ليفاندوفسكي يضع ضغطاً على فيران توريس وداني أولمو لقيادة الهجوم، بينما يعاني الفريق من غياب أليخاندرو بالدي في الجبهة اليسرى، مما يكشف ثغرات دفاعية.

بالإضافة إلى ذلك، توترات داخل غرفة الملابس مع لاعبين مثل بابلو توري وأنسو فاتي تضيف تعقيداً لمهمة فليك في الحفاظ على الانسجام.

على الجانب الإيجابي، يمتلك برشلونة عمقاً كبيراً في التشكيلة، مع تألق لاعبين مثل لامين يامال, بيدري, ورونالد أراوخو.

نجاح الفريق في التغلب على هذه التحديات سيعتمد على قدرة فليك على اتخاذ قرارات حاسمة وإدارة الموارد المتاحة بفعالية.

أحمد شعبان

أحمد شعبان ، محاسب ، أهوى التدوين والعمل على الانترنت ، متابع لجميع الدوريات العربية والاوروبية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى