أحياء للسوريين فقط في مصر رغم ارتفاع الأسعار بها فما السر؟

ما سر إقبال السوريين على تملك العقارات في مصر؟، ولماذا زادت موجة الشراء في الأيام القليلة الماضية رغم الأسعار هناك، واختيار مناطق بعينها دون أخرى للإقامة بها؟

كثير من السوريين خاصة المقيمين في مصر يقبلون على تملك العقارات في القاهرة بكثافة عالية على عكس ما كان يحدث في السابق، ورغم ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق إلا أن عمليات الشراء من قبل الجاليات السورية تتزايد بشكل ملحوظ.. فما القصة ؟

مناطق تمركز السوريين

ينتشر السوريون في مناطق كثيرة بمصر خاصة المدن الجديدة ومنها السادس من أكتوبر، العبور، الرحاب، العاشر من رمضان، أضف إلى ذلك منطقة برج العرب في الإسكندرية شمالي مصر، ووصلت أعداد الجاليات هناك إلى نحو مليون ونصف المليون حسب آخر إحصائيات، حيث باتت بعض المناطق كمدن سوريّة مصغّرة.

من الإيجار إلى التملك

ورغم حالة عدم الاستقرار التي تشهدها سوق العقارات المصرية نتيجةً لتحرير سعر الصرف المتكرر، لكن الإقبال يتزايد على الشراء من قبل الجاليات السورية فما السر وراء ذلك؟

في البداية كانت الجاليات تفضل الإيجار الذي كانت في متناول اليد وغير مبالغ فيه، إلا أن قيمة الإيجارات قفزت بشكل غير مسبوق، حيث ارتفعت إيجار الشقة مساحة المائة متر في مكان شعبي إلى عشرة آلاف جنيه، فيما وصل إيجار الشقق المفروشة شهرياً إلى ضعف المبلغ.

انخفاض قيمة العملة

وتختلف إيجارات الشقق السكنية من منطقة إلى أُخرى، ويعتبر أغلاها الرحاب ومدينة مدينتي، ولكن في ظل انخفاض قيمة الجنيه ووصول أعداد ملحوظة من السودانيين ميسوري الحال واستقرارهم في المنطقة، أسعار الإيجارات أصبحت خيالية.

معظم السوريين يتوزّعون في المناطق الغالية والمتوسطة في مصر، والقليل منهم في مناطق يُطلق عليها “شعبية”، حيث تكون الإيجارات منخفضة قليلاً مقارنة بالخدمات المقدمة.

ويفضّل السوري المناطق المتوسطة مثل أكتوبر والعبور والعاشر من رمضان، لكونها تحتوي على مختلف الخدمات والاحتياجات، مع وجود محال سوريّة توفّر كل احتياجات السوريين هناك.

عائلات سورية في مصر

مؤخرا اتجهت العديد من العائلات السورية بعد مضي سنوات على قدومهم إلى مصر، لشراء الشقق السكنية للتخلّص من الإيجارات المغالي فيها والوصول إلى الاستقرار.

سوريون باعوا مبان في بلادهم في سبيل شراء عقارات وسيارات بمصر التي أصبحت وطنهم الثاني، وسط تسهيلات من الحكومة المصرية التي لا تفرض أيّة قيود على التملّك العقاري.

عمليات الشراء الآن تجري إما نقدا بكل المبلغ أو بالتقسيط، خاصّة أولئك الذين مضى على وجودهم سنوات عديدة، بعد هجرتهم من سوريا، فمنهم من تمكن الشراء مبكرا ومنهم مازال يحاول إنهاء عملية إجراءات التملك.

قيمة الإيجارات

الإيجارات مع وصول السوريين إلى مصر، عام ألفين وأحد عشر، كانت تتراوح بين أربعمائة وألفين وخمسمائة جنيه مصري، لكن الآن ومع انخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي والذي يساوي 30 جنيهاً وفق تسعيرة البنك المركزي وصلت الإيجارات إلى أرقام فلكية كبيرة ليس في مقدور السوريين مجاراتها.

Exit mobile version