عندما نسمع عن الأساطير التي تتحدث عن اشخاص خالدين يمتلكون قوى غير طبيعية فأننا غالبا نأخذ طابعا عنها يتسم بالسخرية ، فمن غير المعقول وجود بشر خالد، لكن من يتعمق في تاريخ المغول يجدهم أناس عاديون حملتهم معيشتهم البدوية الصعبة وتقاليدهم البالية على أن يصبحوا مقاتلين محترفين شديدي القسوة تخلو قلوبهم من أي رحمة.
لكن سرعان ما تتلاشى أسطورة جنود المغولي إذا تمت مقارنته مع جندي من البيرسيركيين، فمن هم وما هي حكايتهم سأحكي لكم:
يقال إن البيرسيركيين هم قوات النخبة في الفايكنغ … و الفايكنغ هم أقوام بربرية همجية عاشت في أوروبا، عرف الفايكنغ بقسوتهم وكانوا دائما ما يقومون بهجمات على المملكات المجاورة لهم ، فقد هاجموا انجلترا و ايرلندا و اسكتلندا وغيرها، وسرعان ما انتشرت الأساطير حولهم.
كانوا معروفين بسفنهم الضخمة والتي تحمل في مقدمتها نحتا لمخلوق يشبه الأفعى والذي يعتبر احد الرموز الوثنية للفايكنغ ، وكانوا يتميزون بضخامة أجسادهم بسبب بيئتهم القاسية ، وكانوا قد نشروا الرعب والهلع في عموم أوروبا .. فما أن يرى مراقبو الأبراج سفينة ضخمة بمقدمة تشبه الأفعى قادمة نحوهم حتى يهرعوا إلى البلدة أو المدينة من اجل إخلائها خوفا من أن ينتهي بهم المطاف كجماجم معلقة على ظهور أحصنة الفايكنغ
لكن جنود الفايكنغ العادي لم يكن يساوي شيئا أمام قوات النخبة (البيرسيركيين) حيث كان البيرسيركيين جنود قساة بحق .. كانوا يرتدون جلد الدببة .. ليس هذا فقط بل كانوا يتصرفون كالدببة ، وفي ساحة المعركة كانوا يدافعون
وهم في حالة من الهستريا ، كانوا يقضمون أدرعهم و أياديهم تعبيرا عن غضبهم ..
جنود بلا عقول جعلتهم نوبات الغضب الغريبة لا يشعرون بسيف أو رمح ، وكانوا يمشون وسط الشوك وهم بلا أحذية دون أن ينبسوا ببنت شفة , كانوا دائما في المقدمة يهاجمون كالثيران الهائجة ، وكانت حاميات بأكملها تهرب عندما ترى جنود البيرسيركيين المميزين بجلد الدب الذي كانوا يرتدونه .
والغريب أن بعد انتصارهم بالمعركة كانوا يدخلون فينوم عميق ، ربما بسبب سلوكهم الهستيري الغريب الذي يرهق أجسادهم، وكانت لهم مكانة خاصة حيث كانوا يعتبرون حراس الآلهة الاودين (آلهة الفايكنغ) وأنهم بعد رحليهم سوف يخلدون مع الآلهة في السماء.
وكان لاختيار جندي البيرسيركيين شروط خاصة حيث يجب أن يكون قاسي وعصبي ، و أحد الشروط أن يصطاد حيوان (غالبا ما يكون دب) حيث باعتقادهم انه عند اصطياد الجندب لحيوان مثل الدب فأن الحيوان سيسكن في جسده وسيصبح هو ذلك الحيوان.
كيف انتهوا ؟
خلال القرن الحادي عشر ضعف الفايكنغ وبدئوا بالدخول إلى المسيحية ، أما جنود البيرسيركيين فقد هاجرو إلى البلدان الأخرى بحثا عن حياة أفضل لكنهم لم يتخلوا عن سلوكهم وقاموا بتشكيل عصابات تقوم بهجمات ليلية على القرى من اجل سلبها.
وبسبب تزايد أعمالهم وسلوكهم قررت ممالك أوروبا وضع حد لهم حيث قاموا بمطاردتهم في مختلف البلدان ، ومما سهل القضاء عليهم هو أنهم كانوا جماعات متفرقة ومنقسمة، لتختفي معهم أسطورتهم وتطوى صفحة مظلمة من تاريخ أوروبا .