لا صوت في سوريا يعلو فوق صوت المطالبين بوضع حل حاسم لأزمة المهور.. الشباب يريدون استقرار أصبح بالنسبة لهم في حكم المستحيل ووصل الأمر بمئات الشباب السوريين إلى تأجيل حلم بناء عائلة جديدة إلى أجل غير مسمى حتى أن كثيرا منهم اعتبر أن سن الأربعين هو الأنسب لكي يبدأ الشاب في التفكير في الارتباط في وقت يكون فيه مستعدا لفتح منزل وتحمل تكاليفه بالكامل من دون الاعتماد على مساعدة من الأهل.. فماذا فعلوا أمام أزمة المهور؟
الحلم المستحيل
الحقيقة أن المهور ليست الأزمة الوحيدة التي جعلت الارتباط والوصول إلى شريكة العمر حلما مستحيلا أمام الشباب في سوريا فهناك أسعار الأساس التي ارتفعت مع زيادة معدلات التضخم وكذلك أزمة إيجار وتملك المساكن التي أصبحت أسعارها خيالية خصوصا في الأحياء التي تحمل ميزات نوعية سواء باقترابها من أماكن شهيرة أو أسواق.. وأخيرا مشكلة أسعار الذهب.. يحدث ذلك كله بالتزامن مع إلحاح متواصل في كل عائلة على كل شاب تأخر موعد حصوله على شريكة العمر.. تقول العائلة للشاب” يا بني نريد أن نفرح بك”.. لكن كيف يفرحون مع هذه الأسعار؟
أسعار فوق طاقة المواطن
العائلات السورية تريد أن تفرح بشبابها.. بينما يرى الشباب أن عائلاتهم تريد أن “تفرح فيهم” خصوصا وأن سعر جرام الذهب عيار واحد وعشرين الأكثر طلبا في أسواق الصاغة السورية وصل في آخر تتبع للأسعار إلى أكثر من سبعمائة وإحدى وستين ليرة سورية أي بما يتجاوز ثمانية وخمسين دولارا . وهذا للجرام الواحد.
من المباركة إلى التندر
الشباب السوريون بدلا من أن يباركون لأصدقائهم الذين أقدموا على الارتباط ومن ثم الزفاف والأثاث وبقية التكاليف بدأوا يتندرون عليهم ويظهرون اندهاشهم من أي صديق يسرع الخطى في البحث عن شريكة العمر قبل التأكد من حصوله على ثروة أو على أقل دخل مناسب.. وزادت الأوضاع صعوبة أمام تمسك آلاف العائلات بتقاليد الزفاف القديمة .. ولكنها مكلفة.. لا يهم .. المهم أن تفرح العائلات حتى لو أدى ذلك إلى بكاء الشاب الذي قرر الارتباط..
محاولات للتخفيف من المعاناة
مبادرات كثيرة بدأت لمحاولة احتواء الأزمة والتخفيف من المعاناة.. لأن ملايين الشباب السوريين لن يقضوا حياتهم بأكملها في رحلة البحث المهور.. لكن تلك المبادرات أخذت صورة إعلامية سرعان ما تراجعت أمام قوة العادات والتقاليد.. لكن عددا من الشباب كان لهم رأي آخر ربما يوفر حلولا سريعة لأزمة طالت المعاناة بسببها في مختلف المحافظات السورية..
اجتماعات متتالية وقرار عاجل
اجتمع هؤلاء الشباب وكان من بينهم المهندس والطبيب وإمام المسجد والمدرس.. هم يشملون بالفعل جميع أطياف المجتمع وقرروا استبدال المهور والمصوغات الذهبية وبقية تكاليف بناء الحياة الجديدة قبل الزفاف بأغرب مهر في العالم بحيث يكون ذلك حلا عمليا يتم من خلاله حل أزمة المهور ومعها أزمة الكهرباء باستبدال المهر المقدم للعروس بألواح الطاقة الشمسية.. وبدأ ترويج الأمر إلى أن عروسا طلبت أن يكون مهرها ألواح الطاقة الشمسية!!!
فهل تتبنى الحكومة مثل تلك المبادرات العملية؟