تحت أعماق الأرض في المغرب، سجن بلا أبواب ولا نوافذ ولا حُراس، وإذا دخلته لن تخرج منه إلى الأبد، لغز مرعب لم يحل إلى الآن، وإحدى أكثر السجون رعبًا على الإطلاق، سجن قارا بالمغرب.
في شمال شرق المملكة المغربية، وتحديدا في مدينة مِكْنَاسْ، يوجد سجن مرعب، ولغز لم يحل إلى الآن.تاريخه يعود لأيام السلطان العلوي المولى إسماعيل، حيث بناه لإخماد الثورات بالمملكة قديمًا، وكمكان لأسرى النزاع من البرتغاليين والإسبان والفرنسيين ومرتزقة الشمال الإيطاليين.
فوق السجن مباشرة مكان يدعي بـ “قبة السفراء”، وهي قاعة كبيرة يُستقبل فيها الضيوف من الأمم الأوربية المختلفة.
وهي من الطرائف التي كان يقوم بها المولى إسماعيل، فقد كان يعقد جلسات الصلح وتبادل الأسرى بينما يقف ملوك أوروبا فوق أسراهم مباشرة.
يسع السجن أربعة آلاف سجين، والاتفاق كالتالي، إذا استطعت النجاة والهرب فلك الحق الكامل في الحرية، تبدو القصة للتو في بداية الأمر وكأنها قصة من رواية مثيرة قام بتأليفها مؤلف بارع، لكنها هي عين الحقيقة.
فعمليا إذا حُبست داخله لن تجد مخرجاً، والهروب منه مستحيل بكل الطرق المتاحة، ولن تكون الأول على أي حال. وكم من سجناء دخلوه ولم يخرجوا منه، لأن السجين الذي يود الهرب منه قد يظل أيام وفترات طويلة بالبحث.
وبتصميمه الذي يشبه المتاهة يظل السجين يلف حول نفس مكانه حرفيا لفترات طويلة، هذا إذا لم يقض عليه الظلام أو الجوع أو العطش.
فهو عبارة عن ثلاث قاعات ضخمة، وبه الكثير من الممرات والمداخل، لا يُعرف عددها أو فكرة تصميمها، عند الدخول تُلاحظ السراديب التي كان يتم إدخال السجناء فيها وإلقاء الطعام والشراب لهم، أما مساحته فهي تقدر بعشرات الكيلومترات!!
وعلى الرغم من التقديرات إلا أن أحدا لم يستطع أبدا أن يكتشف المساحة الحقيقة أو يحدد الشكل الكامل له تحت الأرض. لكن يقول البعض إنه يتشعب تحت مدينة مكناس كاملة، ليكون مدينة أخرى تحت الأرض!
أما في زماننا الحالي فقد تم إغلاق قاعتين أمام الزوار واكتفي بفتح قاعدة واحدة فقط، وذلك بعد أن غامر فريق استكشاف فرنسي في التسعينيات بالدخول بهدف الاكتشاف والتوثيق.
دخل الفريق المغارة ولم يخرج منها أبدا، وإلى هذه اللحظة لم يعودوا، لقد ابتلعتهم متاهات قارا الرملية كعقوبة على فضولهم الذي أوردهم مهالكهم.
وإلى الآن يظل ملف سجن قارا لغزا لم يستطع أحد أن يفك شيفرته حتى الآن، وعلى الرغم من المحاولات العديدة التي قام بها العديد من المغامرون والباحثون، فإنه لم تتم إماطة اللثام عن لغز سجن قارا إلى الآن.
وأنتم ما رأيكم فيما حدث لفريق الاستكشاف الفرنسي؟ وهل تفكرون يوما في زيارة السجن بدافع الفضول؟