بعد أن كانت أرض العرب مروجا وأنهارا تنحسر المياه عن نهر الفرات وتتأثر توابعه وإمداداته، فهل حل موعد النبوءة بشأن علامات الساعة؟ وإن كان ذلك هو اعتقاد السكان المحليين، فلماذا صدمتهم علامات النهاية؟ تعالوا نتعرف على أسرار الظاهرة الغامضة في بلاد الرافدين.
أصبح المشهد بسطح «نهر العز» لوحة مرعبة لا يكاد إنسان أن يحتملها.. تلك الرائحة الصعبة التي زكمت الأنوف ، لم يجد السكان منها مفرا سوى استغاثات توالت عبر المنصات والمواقع الإلكترونية لعلهم يجدون من يجيبهم..
مواجهة مستقبلية مع الأطنان المطمورة
ليست الأزمة فيما ظهر من ثروة سمكية أصبحت هي والعدم سواء .. لكن المواجهة المستقبلية ستكون مع أطنان مطمورة من تلك الثروة التي تحولت في نهر العز إلى أداة لإنهاء حياة البشر .. فلم يعد الخطر يقتصر على منظر صعب أو رائحة غير مقبولة بل قد يمتد إلى أزمة صحية قد لا تقف تداعياتها عند حدود البصرة.
ظاهرة نهر العز.. ماذا تخبئ لأهل العراق؟
مسؤولون عراقيون عزوا أسباب الأزمة التي طالت المنطقة إلى قلة المياه وانحسارها في نهر العز مع ارتفاع نسبة الملوحة فيما أصدرت السلطات قرارا عاجلا بتشكيل لجنة تم تكليفها بإعداد تقرير شامل بشأن الأزمة بعد تقديرات مبدئية أشارت إلى عدم وجود أزمات صحية مرتبطة بالثروة الحيوانية، وفق وكالة الأنباء العراقية .
أقوات الشعب في اختبار مصيري
خبراء عراقيون ربطوا أيضا بين زيادة نسبة الملوحة في نهر العز وانحسار المياه وبين أزمة الجفاف التي يتعرض لها العراق بشكل عام لأن شح المياه في هذا البلد سيؤثر حتما على الأمن الغذائي في جميع أرجائه.
وبينما يحلل كثيرون أزمة العراق ومياهه في سياق عوامل سياسية مرتبطة بالتحكم في السدود الحاكمة لروافد الأنهار ترتكز بعض الآراء إلى أن أزمة العراق تعود إلى انحسار مياه نهر الفرات ومواجهة قائمة مع العطش في ذلك البلد الذي كشف انحسار مياه نهره الأساسي عن مدينة أثرية عبارة عن تجويفات صخرية نادرة .
دلائل علامات الساعة
آخرون اتجهوا في تفسيراتهم بشأن تتبع نهر الفرات إلى رأي مغاير تماما حيث اعتبروا أن انحسار النهر والجفاف في العراق يرتبط لا بأزمة المياه العذبة ولا أزمة نهر العز بل إنما يعود إلى كونه علامة من علامات الساعة وساقوا في ذلك نصوصا مقدسة تذهب إلى أن ذلك النهر أي نهر الفرات سينحسر عن جبل من ذهب وهو ما سيكون مصدر جذب لهؤلاء الباحثين عن الثروة.
تتباين التفسيرات بشأن الظواهر الجوية والجفاف الذي تشهده العراق بينما الفيصل فيها هو مضاعفة الجهود لاحتواء تداعياتها والعمل على وضع حلول مستدامة تضمن للعراقيين الحفاظ على ثرواتهم وأقواتهم… ولعل المستقبل يحمل أخبارا أكثر أملا لأبناء بلاد الرافدين.