أسرار العالم الآخر وقصة الجني والديك ونهايتها غير المتوقعة!

عالم شائك وغامض ومبهم، لطالما جهلنا خفاياه الدفينة، لا يصلنا منها إلا أقل القليل ويملئنا الشك والتساؤل، أين يعيشون وماهي غاياتهم، وكيف نستدل على وجودهم بيننا، وما حقيقة عبادة بعضنا لهم في قديم الزمان كل هذا سنحاول الإجابة عنه .

عالم الجان سبق ذكره في الجاهلية قبل الإسلام وألقيت فيه أشعار كثيرة ونثريات عدة تدل على عِلمهم ببعض أموره وخفاياه، إلى أن جاء القرآن بتراث كبير ليكمل باقي القصة نوعا ومعه السنة لتفرق بين أنوع الجان ودرجاتهم وأن منهم المؤمن وغير المؤمن.

عوالم الجان قبل الإسلام

أبو عمر الجاحظ هو أديب مسلم أتى في القرن الثالث الهجري وألف كتابا حاول أن يجمع فيه بعضا من تراث العرب قديما قبل الإسلام عن الجان وله وصف دقيق في أنواع الجان ومراتبه.
حيث أن العرب قديما قد رتبت الجان في مراتب ووضعته في درجات بحسب القوة والتأثير: فمنهم المارد والروح والعبقري وأنواع أخرى كثيرة، كما حدد العرب القدامى أماكن لتواجد الجان كانوا يتجنبونها عند سفرهم في الصحراء.

عبادة العرب للجان

بل إن بعض العرب وصل عندهم الإيمان بالجان وتعظيمه والخوف منه خوفهم من الإله نفسه، فنسبوا إليهم أعمالا لم ينسبوها إلى أربابهم.
ويؤيد هذا ذكر ابن الكلبي في كتابه «الأصنام» أن بني مليح من قبيلة خُزاعة كانوا يعبدون الجان، وكانوا يزعمون أن الجان تتراءى لهم.
بل زعم بعضهم أنه تكلم مع الجان بكلام يفهمونه وأراد أن يكرمهم بالطعام والشراب لكنهم لم يستطيعوا وقالوا أنهم يحسدون البشر على نعمة تناول الطعام.

 الإسلام والجان

ليأتي بعدها الإسلام مؤكدا على وجود الجان، ولكنه أتى بتفسير آخر وأكثر دقة لطبائعهم وصفاتهم، حتى أنه نزلت فيهم صورة كاملة سميت صورة الجان.
وأتت بعدها قصص عديدة في التراث الإسلامي الجان والجان، وتصورهم في هيئة بشر وتحدثهم مع البشر كالقصة المشهورة لأبي هريرة مع بينه وبين الشيطان السارق الذي كان يسرق متاع الصدقة وعندما ذكرها للنبي أكد النبي أنه جان تمثل في صورة بشر.

الجني والديك

ومنها قصة طريفة ذكرت في كتاب مصارع العشاق: عن جني عشق جارية في إحدى بيوت بغداد، ولكنه كان كلما جاءها صاح ديك في منزلها فيهرب الجني منه.
فتمثل في صورة بشر وخرج ولقي شيطانا آخر من الإنس وطلب منه أن يشتري الديك، فذهب واشتراه وذهب به إليه فلما رأه الديك صاح فهرب الجني مرة أخرى منه وهو يصيح اخنقه اخنقه، فلما مات الديك خلا له الجو مع الجارية والتي لم تعش بعدها كثيرا وماتت بعدها.
وكل تلك القصص تؤكد حقيقة هذا العالم الغامض وتزيده غموضا، لتبقى تساؤلاتنا عن الحقيقة الكاملة لهذا العالم المبهم بلا إجابة.

Exit mobile version