لم يستطع أحد أن يسكنها على مدار أكثر من نصف قرن من الزمان، فحتى من تجرأ على حجز وحدة سكنية بها كانت نهايته محتومة،فما إن يتجاوز فيها بضع ساعات إلا وتنتهي حياته أو حتى يخرج بمظهر غير لائق أمام الجميع في الشوارع العامة،فلماذا سكن الجان عمارة رشدي في الإسكندرية؟وهل حقًا ما حدث بداخلها لأكثر من أسرة على مدار السنوات الماضية؟وهل الرجل المغربي الشريك مع مالك العمارة هو سبب وجود الجان بها؟
مكان غريب، وما حدث به كان يجسد مشهدًا من رواية أبدع من كتبها لتظل يشاهدها وتحكيها الأسر لبعضها على مدار أكثر من نصف قرن من الزمان.
فلكي تحجز شقة للسكن بها في هذا المكان عليك بأن تستغني عن أشياء أبسطها الخروج بمظهر غير لائق أمام الجميع في الشوارع العامة، لكن أقصاها سيكون برحيلك عن الحياة.
إنها العمارة الغريبة، والعقار الأكثر غموضًا في محافظة الإسكندرية، التي وردت عنها الكثير من الروايات والقصص والأساطير جعلتها أيقونة معروفة على أرض المحروسة.
نعم إنها عمارة سكنها الجان وفق أساطير وروايات للقاطنين بحي رشدي في الإسكندرية وتحديدًا في العقار رقم 412، الموجود بطريق الحرية داخل المحافظة.
الأهم أنك ما أن تصل إلى هناك سترى ما لم تصدقه عيناك، فبداية القصة من تلك الأساطير، أن هناك رجلًا يونانيًا لديه أسرة مكونة من زوجة وأربعة أبناء، اقترحت الزوجة القدوم إلى مصر بعدما أنشأ زوجها تلك العمارة.
لكن بعدما قرر الرجل اليوناني، أن يذهب إلى زوجته لإحضارها إلى مكان إقامتهم الجديد في الإسكندرية، انقلبت به مركب برفقة أبنائه في عرض البحر خلال رحلتهم للصيد.
فبمجرد ما أن ورد الخبر إلى الزوجة قررت أن تبيع العقار وتعود إلى بلادها لتعيش في أمان بعيدًا عن هذه العمارة التي ربما ستسبب في رحيلها عن الحياة.
بل هناك ما هو أكثر رعبًا منها، فالرواية الأكثر غرابة، والأسطورة التي ستدهشك، أن مالك العقار اشترك مع شخص مغربي في بنائها.
وحينما اختلف الاثنان في توزيع الأموال التي حصداها من تأجير العقار قرر المغربي أن ينفذ تعويذة كانت هي ما قلبت الأمور بالعمارة رأسًا على عقب،فأن تؤجر بها وحدة من الممكن أن تجد نفسك في صباح اليوم التالي أنت وزوجتك في الشارع العام بمظهر غير لائق، وبالطبع حينما تعودان إلى رشدكما ستتركان العقار على الفور.
لكن على الجانب الآخر من تلك الصورة القاتمة ستجد أنك إن أردت التحدي فحياتك ستكون الثمن لهذا الإصرار، ومن الممكن أن تلحق بك أسرتك أيضًا.
بل إن هناك ما هو أغرب من تلك الأساطير المتواترة حول عمارة الجان، فمن بين من يرون تلك الأساطير، أن العمال الذين شاركوا في بنائها كان يحمل مصحفًا في جيبه،فحينما سقط ونسي الرجل أن يأخذه تم تشييد العقار، الأمر الذي أصابه باللعنة الدائمة والوقائع المأسوية التي تحدث به بمجرد ما أن تقرر أن تقيم به.
لكن هل كل تلك الأساطير والروايات حقيقية؟ وما أصل القصة؟ للأسف كل تلك الأساطير اخترعها مالك العقار الأصلي، المقاول عادل شوقي الصبوري، الذي بناها عام 1961، وكان ترخيصها عبارة عن عمارة سكنية أرضى و11 طابقًا.
فبعدما نفذ المالك من العمارة حتى الطابق السادس، فكر في تغيير النشاط من سكني إلى فندقي، الأمر الذي قوبل بالرفض من حي رشدي التابع له العقار؛لذا قرر أن يطلق تلك الشائعة على العمارة ويروج لها بين جمهور عروس البحر الأبيض المتوسط، حتى لا يقبل أحد على السكن بها.