تُعتبر قصة يأجوج ومأجوج إحدى أشهر القصص في القرآن الكريم، والتي تروي قصة قوم موجودين في قديم الزمان، وما زالوا حتى الآن في مكانٍ لا يعلمه إلّا الله، وقد تمّ ذكر هؤلاء القومين وقصتهم في الديانات السماوية ومنها القرآن الكريم.
في القرآن الكريم، فقد جاء ذكر قوم يأجوج ومأجوج بأنهم سيخرجون من مكان حبسهم في آخر الزمان فيبطشون ويعيثون في الأرض فساداً فلا يكون لأحدٍ طاقةٌ بهم حينها، فظهورهم يعدّ علامةً من علامات الساعة الكبرى.
من هم «يأجوج ومأجوج»
وفقًا لدراسة أجراها الباحث الأردني الكبير عبدالله شربجي في كتابه «رحلة ذو القرنين إلى المشرق»، استكشف أسباب تسمية يأجوج ومأجوج، حيث يقول محمد بن صالح العثيمين في شرح العقيدة السفارينية إن هذه التسمية تأتي من «الأجيج، أي أجيج النّار، والنّار إذا اضطرمت اضطربت وصار لهَبُها يتداخل بعضه في بعض»، أما عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي الحنبلي، حاشية الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية، صفحة 81، يقول «لكثرتهم وشدَّتهم، وقيل: من الأُجاج وهو الماء شديد المُلوحة. وقيل أيضا: اسمان أعْجَميّان، وقيل: «وهم لكثرتهم هكذا، وهم من ولد يافِث بن نوح باتّفاق النَسّابين».
أين موقعهم
تسبب مكان قوم يأجوج ومأجوج في حيرة قطاع كبير، فإن هناك روايتان حول موقعهم الأولى أن الاسم نفسه موجود في اللغة العبرية، وهذا يرفد القول بأنهما اسمان أعجميان لا يصرفان، فليس لهما اشتقاق، حيث الأعجمية لا تشتق في اللغة العربية، ففي اللغة العبرية، وهي شقيقة العربية كلغة سامية «ما» في «مأجوج» تعني «في» أو «من بلاد»، وبهذا تصبح العبارة «جوج من بلاد جوج»، والنظرية الأخرى تقول إن اسم مأجوج بعد حذف الواو في العبرية كان يطلق على «بابل».
أما نظرية أخرى تقول إن التسمية هي مشتقة من عبارة صينية تعني «قارة شعب الخيل»، وهم من شعوب مجاورة للصين شمالا وغربا، وهذه النظرية تقربنا إلى دراسة الباحث الأردني عبد الله شربجي الذي يعتقد أن جمهورية قيرغيزستان التي تجاور الصين من الغرب وتكثر فيها الخيول هي أرض يأجوج ومأجوج.
أما «ردم» أو «سد» ذي القرنين يقع حسب نظرية عبدالله شربجي الموثقة بصور وخرائط، في منطقة تفصل الشعبين الشقيقين القيرغيزي والأوزبكي في منطقة هي أقرب من شمال غرب الصين، حيث يعتقد وجود الردم هناك حسب إحدى النظريات.
خطأ تاريخي
كثير منا يعتقد أن نبي الله آدم هو أول من تطأ قدمه الأرض، فوفقًا لكتب السلف فإن يأجوج ومأجوج ليسوا آدميين انما هم من نسل النيندرتال خلقوا فبل آدم بحوالي 15 ألف سنة كما تشير خرائط الجينوم.
وما ورد بشأن نوعهم في الأحاديث فهو ضعيف أو موضوع لا تقوم به حجة كما سبق بيانه ومعنى هذا أن الأرض كانت معمورة بمخلوقات أخرى قبل خلق آدم عليه السلام، ويؤكد التاريخ الطويل لعمر الأرض (13.7مليار سنة) استيطانها بأجناس بشرية غير آدمية مختلفة الأصول عن بعضها من ناحية وعن الأصل الآدمي خاصة من ناحية أخرى ذلك ما أثبته علم دراسة الأرض التحليل الحفري ودراسة خريطة الجينوم البشري.