“سترى أشياء غير عادية في الداخل” تلك العبارة مدونة على لوحة على باب قلعة ضخمة في ولاية فلوريدا شيدت بطريقة مبهرة بالحجر الجيري المرجاني، لكن ماذا إن قلت لك أن تلك الأعجوبة المعمارية الصامدة أمام الأعصاير القوية التي ضربت المكان، شيدها رجل بمفرده وبدون أي أدوات أو معدات، وفي الظلام أيضا! قد يبدو الأمر غريبا لكن ما شاهده جيران ذلك الرجل كان أكثر غرابة فما قصة قلعة المرجان الغامضة؟
في عام 1887 ولد إدوارد ليدسكالنين في لاتيفيا في أوروبا، ووقع في حب فتاة من بلدته تدعى أجنيس سكوفيزت، لكنها كانت تصغره بعشرة أعوام وكان إدوارد يخطط للزواج منها، وعندما وصل سنه 26 عاما اتفقا على الزواج، تفاجأ قبل الزواج بيوم واحد أنه ألغي حيث رفضه والد الفتاة بسبب فارق السن.
ذلك الأمر لم يكن سهلا على إدوارد الذي دخل في صدمة نفسية صعبة، وأصبح حزينا وانطوائيا، وكمحاولة للخروج من حزنه وتخطي الأمر، قرر الهجرة للولايات المتحدة، وهناك فكر في أن يشغل تفكيره عن حزنه ويبدله بطاقة، وبالفعل اشترى قطعة ارض وبدأ في بناء قلعته الغامضة، وظل يشيدها لمدة 28 عاما.
قد يبدو لك الأمر منطقيا بناء قلعة ضخمة وفي 28 عاما، أين الغريب في الأمر؟ الغريب هنا أن اداورد كان ينقل 1100 من الصخور بمفرده، كل واحدة منها تزن عدة أطنان بمفرده، ليس هذا وحسب، بل إن ادوارد كان يعمل وحده تماما ودون استخدام أي معدات حديثة، ذلك الأمر أثار الغموض والتشويق حول ما يقوم به، خاصة أنه كان يعمل في الليل فقط بعيدا عن الأنظار، حتى إن بعض الجيران كانوا يتعجبون كيف يفعل ذلك على ضوء المصباح الخافت و بدون أي معدات.
وما أثار دهشتهم أكثر هو أن القلعة بأكملها شيدت بتلاصق الأحجار فقط ودون استخدام أي مادة كالجبس مثلا أو الإسمنت، ويقال أنه عندما كان يُسأل حول كيفية قيامه بهذا العمل الشاق وحده وبدون معدات ثقيلة ، كانت إجابته هي : لقد اكتشفت سر الجاذبية، ووجدت الطريقة التي بنى بها الفراعنة الأهرام! .
وزعم بعض السكان المحليين أنهم تجسسوا عليه خفية أثناء عمله في الليل، فشاهدوا ما أثار رعبهم ولم يصدقوه فقالوا إنه كان يشير بيده إلى الحجر فيتحرك من تلقاء نفسه ويطفو في الهواء ليذهب ويستقر في مكانه المحدد ضمن البناء، والذي أثار الغموض أكثر أن إدوارد زين قلعته بنقوش مقتسبة من الكتابات القديمة.
وفي شهر نوفمبر عام 1951 فارق إدوارد الحياة إثر أزمة قلبية, تاركا وراءه لغزا كبيرا لازال يحير العلماء وآلاف السياح الذين يزورون الموقع كل عام ولسان حالهم يقول في دهشة كيف لرجل واحد بمفرده تشييد هذه القلعة الضخمة؟
والغريب أنه في اغسطس عام 1992 ضرب إعصار قوي ولاية فلوريدا لكن القلعة بقيت صامدة ولم تتزحزح صخورها حتى من مكانها.
وأنت برأيك هل ترى قلعة المرجان مجرد صرح حجري وأعجوبة معمارية أم هناك سر وراء طريقة بنائها وشخصية الرجل الذي شيدها؟