مكان له وضع خاص في التاريخ المسيحي، وله قدسيته وطبيعته المميزة لدي المسيحيين ليس في الأردن فقط ولكن في العالم كله، نعم توجد به العديد من الأديرة والكنائس والآثار القديمة ، ولكن هل فعلا تم تعميد السيد المسيح في هذا المكان؟ وهل عاش هنا يوحنا المعمدان الذي قام بتعميد السيد المسيح ؟ ولماذا يطلقون على هذا الموقع الإنجيل الخامس ؟ أسئلة كثيرة ربما نتمكن من الإجابة على بعضها حول ” المغطس ” وما يمثله من أهمية تاريخية ودينية .خاصة بعد إعلان الأردن تخصيص 100 مليون دولار لتطوير هذا الموقع .
يعتبر ” المغطس ” من الأماكن المهمة والمميزة في الأردن ، فهو ليس فقط موقعا تاريخيا يحمل عبق الماضي وآثاره وتراثه، ولكنه أيضا يحمل الكثير من السمات الدينية والمشاعر المقدسة التي يؤمها السياح من كل مكان ، ربما لذلك تم إدراج هذا المكان ضمن القائمة الدولية لتراث العالمي في منظمة اليونسكو .
ويستقطب الموقع حوالي 200 ألف زائر سنويا في شهر يناير والعياد المسيحية، وقد تم تخصيص 100 مليون دولار لتطوير الموقع بحيث يستقبل مليون زائر سنويا بحلول عام 2030 الذي يعتقد أنه يمثل الذكرى الألفين لتعميد السيد المسيح، حيث زيارة الحكماء الثلاثة للمسيح المولود حديثا وتعميد يوحنا المعمدان له.
وفي تصريحات لـ” BBC ” العربية قال مدير هيئة موقع المغطس رستم هاروتيون مكجيان إن استقبال الزوار والحجاج أمر يسرنا كثيرا، لاستذكار ما حدث هنا مع المسيح ويوحنا المعمدان. وأضاف : “أسميه الإنجيل الخامس. حيث تشاهد ما تقرأ عنه في الأناجيل الأربعة، فتحس بأنك وسط الحدث التاريخي والديني”.
يقع المغطس في وادي الخرار في قرية بيت عنيا شرق نهر الأرض على مسافة 9 كيلومترات شمال البحر الميت ، ونظرا للأهمية التاريخة التي يمثلها هذا المكان كمعلم أثري وكمكان يحمل الكثير من الرموز الدينية، أدرجته منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي في عام 2015 .
ويضم المغطس منطقتين أثريتين رئيسيتين أولها منطقة تل الخرار أوالنبي إيليا، ويقال إن فيها موضع مرور النبي إيليا، والمنطقة الثانية هي القريبة من نهر الأردن والتي تضم كنيسة القديس يوحنا المعمدان القديمة، كما تضم العديد من الأديرة ومساكن الحجاج، وهي منطقة معروفة بأن لها طابعا مقدسا ويزورها الآلاف سنويا .
تكمن القيمة الرمزية الدينية للمغطس الذي يسمى أيضا المعبر في انه المكان الذي عبر منه النبي إيليا إلى أرض الميعاد ، كما أنه المكان الذي شهد العديد من الأنشطة الدينية التاريخية المرتبطة بالتعميد.
ونظرا لهذه القيمة التاريخية والدينية للمغطس أصبح من اهم الاماكن التي تشهد زيارات للسياحة الدينية في الاردن ، كما أصبحت آثاره محل بحث ودراسة وتمحيص من قبل علماء الجيولوجيا واللاهوت والكثير من المؤرخين .