استخرجوا الذهب من قاعه، بل وابتلعت جدرانه حسناء المدينة، وحرم دخول السيدات إليه منذ أربعمائة عام بسبب ما حدث في أرجائه، فماذا يحدث في حمام الذهب والجان الأحمر بإحدى الدول العربية؟ وكيف تنبت جدرانه شعر أسود بين الحين والآخر؟ ولماذا أخفى صاحب الحمام أصعب الوقائع فزعا عن رواده؟
أسرار المدينة العتيقة
تقع المدينة العتيقة أو تونس القديمة بقلب العاصمة التونسية، فوق ربوة تطلّ على البحر، وتمتدّ على نحو ثلاث كيلومترات، من باب الفلة وباب عليوة من الجهة الجنوبية، إلى باب سعدون في الجهة الشمالية.
ففي إحدى الأحياء بالمدينة العتيقة تمتد الأسرار إلى أربعمائة عام عام مضت، حيث حمام الذهب أو حمام الرميلي، الذي تحول اسمه إلى بلاع الصبايا، وفق للهجة الشعبية للمدينة.
فداخل هذا الحمام تجسدت الوقائع التي تقشعر منها الأبدان، بل وربما يشيب رأس من يسمعها من خلال وقعها الشديد، لكنها رويت من بعض سكان المناطق المحيطة بالحمام، عن الجان الأحمر.
الجان الأحمر
فوظف هؤلاء الذين سردوا الروايات التي تلقوها من الأجداد بسكون الجان الأحمر للحمام، مفسرين كون الجان أحمر نسبة إلى أن الله خلقه من نار،
ما حدث بين والدة وابنتها، ولحسناء المدينة أغرب من الخيال، لكنه موروث منذ آلاف السنين، فما هي هذه القصص الغامضة؟
ذهب في قاع الحمام
رواية تناقلتها الأجيال عما حدث بين والدة وابنتها في الحمام، فذات يوم اصطحبت الأم ابنتها إلى حمام سيدي محرز الموجود قرب ضريح الولي الصالح سيدي محرز بتون.
كانت السيدة تغتسل وابنتها، وفجأة رأت الأم ذهباً يلمع في الحوض، فأمرت ابنتها بالنزول للقاع والتقاط صفائح الذهب، الفتاة أخذت تخرج السبائك الذهبية، لكن السيدة ظلت تطالبها بالمزيد، فحينما أرادت الفتاة أن تخرج إذ بالأم تلزمها بالاستمرار إلى أن اختفت ولم يتبقْ منها إلا شعرها المنسدل على السطح.
ابتلاع حسناء المدينة
شاب كان الحب قويا بينه وبين ابنة عمه ، فمع استمرار قصتهما لسنوات قررا أن يرتبطا، فما كان من الشاب إلا أن ذهب إلى عمه وطلب يدها فوافق.
في يوم حفل الزفاف أرادت العروس الذهاب إلى حمام الجان الأحمر قبل السيدات اللاتي سيرافقنها إليه،فبعدما ذهبت السيدات اللاتي سيلحقن بها إلى الحمام وجدنه فارغًا، والعروس ليس لها أثر ، إلا أن العريس أراد أن يستكشف الأمر فحينما ذهب إلى الحمام بدأ يسمع صوت عروسه يخرج من أحد الجدران.
إخفاء الواقعة
العروس أخبرت عريسها بأن الجان أدخلها الجدار، ولا يريدها أن تخرج إليه، حاول كسر الحائط.. اختفت عروسه تمامًا، لكن صاحب الحمام أراد أن يزيل آثار شعرها الذي أصبح ينبت من الجدار ، فكان يقصه حتى الجذور ويلقيه في غرفة البخار لينتهي خروجه من الجدار تمامًا،فمنذ ذلك الحين الذي يعود إلى 400 عام وأصبح لا يرتاد الحمام إلا الرجال حتى اليوم.
موقف مختلف
الكثيرين من سكان المناطق المجاورة أصبحوا أمام تلك الروايات بين مؤيد ومعارض، فمنهم من يصدق هذه الروايات،لكن البعض رغم عدم اقتناعه بها إلا أنه لم يعد يمر منذ سنوات كثيرة من أمام هذا الحمام،فماذا ستفعلون إن حدث معكم أي قصة من هذه الروايات؟