إنها ليست لمجرد الطعام.. بل إنها كائنات بحرية من أنواع خاصة أغلبها أسماك نادرة بدأت تنتشر على السواحل السورية.. ومجرد حصول بائعيها على المبالغ المالية الكبيرة في مزادات البيع ينسون المعاناة التي بذلوها في الحصول عليها.. فما قصتها؟
لم يعد الساحل السوري مجرد مكان للتنزه أو الحصول على الأسماك بالطرق الفردية العشوائية. فهاهم محترفو المزادات يدفعون بأعداد مدربة من الشباب إلى هذه السواحل لتنفيذ مهمة خاصة لأصحاب المال والثروات.
أصحاب الخبرة أولى بالثروات
تبدأ المهمة باختيار الصيادين أصحاب الخبرة وتوجيههم إلى أهم أماكن الصيد وأنسب الأوقات للحصول على الثروات التي لا تقدر بثمن ويتم تحديد ذلك بدقة قبل يوم من أداء المهمة الملكفين بها بعد تحديد الهدف الأول لهم وهو الوصول إلى الأسماك الذهبية التي لقبوها بذلك الاسم بعد أرباحها الخيالية التي حصل عليها الصياديون الذين جربوا التجارة فيها بعد أن تخلوا عن صيد الأسماك التقليدية.
ليست جميعها صالحة للأكل
الأسماك الذهبية ليست دائما للطعام فبعضها صالح للتناول وبعضها لا يصلح تناوله ومع ذلك يتم بيعها بأسعار خالية.. لكن الأهم بالنسبة للصيادين السوريين هي المزادات العلنية التي يتم تنظيها لعملية البيع والتي طالما أثقلت جيوبهم بالأموال.
أنواع ليست مألوفة
بدأت عمليات الحصول الأرباح بظهور تلك الكائنات البحرية الغريبة على الساحل السوري.. الصيادون في بداية الأمر تعاملوا مع الأمر بحالة من الخوف والحذر وبدأوا يتبادلون التحذيرات بينهم تحسبا لحدوث أية أزمات صحية تؤدي إلى إنهاء الحياة خاصة وأن تلك الأنواع الجديدة ليست مألوفة للأنواع التي اعتادوا صيدها منذ آلاف السنين.
مع بدء عمليات المزاد تعرض كل مجموعة من الصيادين ما جاد به البحر إليهم من تلك الأنواع ويتأهبون للحصول على ملايين الليرات من المشترين الذي يدفعون لمن يصصاد أكثر من تلك الأنواع.
ظهور جراد البحر
ساهمت عمليات البيع بالمزاد في زيادة أرباح الصيادين السوريين وتم تحديد تلك الأسواق في مدينة جبلة في محافظة اللاذقية التي تشهد تنظيم هذه المزادات بشكل يومي فضلا عن تحديد الأنواع المباعة والتي تشمل قائمتها أسماك السفرني، وجراد البحر، والقريدس، والبلميدا، وسلطاني، وغيرها.
مليون ليرة للسمكة
يصل سعر بعض الأنواع إلى مليون ليرة للسمكة الواحدة مع تزايد معدل الطلب وبعض تلك الأنواع لها استخدامات طبية حيث يستخرج منها: الجيلاتين والكولاجين والهيبارين وزيت السمك، وجميعها مواد فعالية في تصنيع الأدوية والمكملات الغذائية والتي دفعت أكبر شركات تصنيع الأدوية العالمية إلى رصد مناطق انتشارها وتخصيص مبالغ مالية كبيرة لها ضمن تكاليف الانتاج.
تفاوت معدلات العرض والطلب
وقد وصل سعر نوع من الاستاكوزا إلى تسعمائة وخمسين ألف ليرة للكيلوا الواحد ويختلف الأمر بالطبع حسب المناطق التي تتم فيها عمليات الصيد.. ومعدل العرض والطلب حيث يختلف المبلغ المالي حسب حاجة المشتري وما إذا كان يسكون استهلاك المنتج محليا أم أنه سيدخل ضمن عمليات التصدير.. كثير من الشباب اتخذ البحر وجهته للحصول على هذه الأنواع من الأسماك الذهبية والأنواع النادرة ليحجز كل منهم لنفسه موقعا بين صفوف الرابحين.