لقد سجدوا أمامها واتخذوها آلهة.. آمنوا بحملها للجواهر واعتبروها حاملة لمادة الحياة وأغنى جواهر العالم، ومبررهم في ارتكاب تلك الأفعال.. أن هذا ما وجدوا عليه آباءهم.. فماذا فعل عباد الثعابين؟ وكيف ضمنوا لأنفسهم النجاة منها؟ تعالوا نتعرف على أغرب العبادات حول العالم؟
صاحبة الإشارات الخاصة
الثعبان من أخطر الزواحف على حياة الإنسان. قضمة واحدة منه للجسم البشري تجعل احتمال مفارقة الحياة مؤكدا بنسبة مائة في المائة بوصول مادة إنهاء الحياة إلى بقية جسم الإنسان في ثوان معدودات.
لهذه الأسباب قدستها الحضارات القديمة
ومنذ فجر التاريخ يحرص الإنسان على وقاية نفسه من أخطارها بكل الطرق وطالما اعتبرتها حضارات قديمة رمزا لنهاية العالم.. لكن برغم ذلك هناك من أبناء بعض الحضارات من عبدوا تلك الثعابين.. فكيف حدث ذلك؟
المتقربون إلى الثعابين
بدأت عبادة الثعابين لمجرد قصص انتشرت حولها فمن الناس من زعم أن تلك الثعابين تقود عبادها إلى الكنوز والمجوهرات التي يفوق ثمنها كنوز الدنيا. ومنهم من بدأوا التقرب إلى الثعابين بألحان الناي على أمل أنها تطرب لسماع الألحان وتتراقص، وربط البعض بين الثعابين وبين مصادر القوة الغيبية
سكان المدينة يفاجئون جميع الزائرين
وفي مدينة بنين جنوب نيجيريا فاجأ سكان المدينة جميع الزائرين بطقوسهم المقدسة في التعبد للثعابين.. وفي نفس
المنطقة اشتهرت قبيلة “الفودو” التي اعتبرت عبادة الثعابين احترام للإرث المقدس من الأجداد الأوائل.. وتقدم هذه القبيلة
العديد من القرابين إلى الثعابين ويعتبرون مرورها قربهم من أهم بشريات الخير لجلب البركة والرزق المضاعف.
وفود أصحاب الحاجات تتدفق نحو الزاحف
في قبيلة الفودو يتم وضع الثعابين في مناطق محددة ويتوافد أصحاب الأزمات يتقربون إليها ويعرض كل منهم أمنيته الخاص على أمل أن تتدخل الثعابين وتطرح عليه بركتها ويتم حل أزمته حتى أنهم يؤمنون بأن كل ثعبان يملك في فمه معجزة من خلال مادة الحياة المتدفقة منه لضمان استمرار البشرية.
العبادة تأخذ طابعا رسميا
لا تقتصر عبادة الثعابين على الطقوس ففي بعض مناطق الهند تأخذ تلك العبادة طابعا رسميا فيتم اعتبار يوم عيد الثعابين إجازة رسمية ليتفرغ العباد إلى الطقوس الخاصة بهم.. ويبدأ المتعبدون إلى الثعابين في أداء صلوات التقرب في مهرجان كبير قيل إنهم ينطونه ويدفعون التكاليف الكبيرة من أجل قضاء الحاجات وطلب رضوان الثعابين..
عروض الأفاعي الخاصة
إرضاء الثعابين لا يتوقف في تلك الطقوس على الصلاة بل إنهم يحضرون عروض الأفاعي الذي يحصنهم من الأذى ويبدأون تقديم الحليب إلى أفاعي الكوبرا ويمتنعون في يوم عيد الثعابين عن حراثة الأرض بل إن الأمر يصل إيضا إلى الصيام لطلب بركة الثعابين وعدم ارتكاب أفعال تغضبها.
تيسير لقاء المحبين
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد.. بل يقود العباد أحيانا بترتيل أسماء ما يسموها بآلهة الأفاعي ويطلبون منها تيسير الارتباط بين المحبين والحماية من استهدافها ووصل بهم الشغب بالثعابين إلى أنهم صنعوا لها تماثيل يضعونها في المنازل والشوارع وحولها يضيئون الشموع ويخططون لاقتناء أشكال متعددة من تلك التماثيل.. فهل يستفيق هؤلاء العباد مرة ويدركون أنهم يقدسون مالا ينفع ولا يضر؟