في بداية القرن العشرين قدم البريد خدمة مبتكرة تُعنى بنقل الأشياء العينية من مكان لآخر، بالطبع شيء جديد ومبهر في ذلك الوقت، لذلك أقبل كثيرون عليه وفكروا أن يستغلوه في إرسال كل شيء إلى أي مكان… حتى صغارهم !! إليكم مخلص القصة:
في منتصف عام 1913 ومع تقديم الولايات المتحدة الأمريكية خدمة الطرود البريدية استغلت أسرة السيد «جيسي بيوج ” من ولاية أوهايو هذه الخدمة الجديدة على نحو غريب، حيث قامت بإرسال صغيرها إلى جدته التي تبعد عنهم مسافة ليست بالبعيدة! دفعت الأسرة في مقابل هذا الأمر 15 سنتًا، وأمنته بخمسين دولار.
ومع نجاح عملية إرسال الصغير بالبريد تناقلت الصحف ذلك الخبر، اتجه العديد من الأمريكيين للقيام بخطوة مشابهة، حيث تحول البريد حينها إلى وسيلة آمنة وسريعة لنقل الصغار وإرسالهم لزيارة أقاربهم بالمناطق البعيدة.
وفي 19 فبراير سنة 1914، أقدمت إحدى العائلات القاطنة بولاية إيداهو (Idaho) على إرسال ابنتها ماي بييرستورف البالغة من العمر ست سنوات إلى منزل جدتها على بعد 120 كيلو مترا مقابل طوابع بريدية بلغ ثمنها 53 سنتا ألصقت على معطفها ومن أجل نقل الصغيرة بسرعة اعتمد ساعي البريد على القطار.
وعلى إثر انتشار خبر حادثة الصغيرة ماي بييرستورف، في عام 1914 ونظرًا لتزايد حالات إرسال الصغار كطرود بريدية، قامت إدارة البريد الأمريكي بحظر إرسال البشر عبر خدماتها لتطوى بذلك صفحة عجيبة ومضحكة في تاريخ الطرود البريدية .
لكن على الرغم من ذلك استمر استغلال الطرود في إرسال أشياء غريبة.
وبعد عامين من غلق الباب أمام إرسال البشر كطرود، قرر ويليام إتش كولتهارب أحد رجال الأعمال الشباب إنشاء بنك جديد، وأراد له أن يبنى بأفضل أنواع الطوب، نظر في الأنواع المتاحة فوجد أفضلها في مكان يبعد عنه الكثير.
ومن باب تقليل التكاليف طرأت له فكرة غريبة تعتمد على استغلال خدمة الطرود البريدية رخيصة الثمن في جلب الطوب.
وقد نفذ فكرته بالفعل، حيث وضع الطوب في صناديق صغيرة بحيث لا تتجاوز حدود الوزن المسموح، نجحت فكرته، وعقب تلك الحادثة عدل البريد قوانينه.
أما عام 1980 فقد شهد شحنة من نوع آخر، حيث قام أحد اللصوص بوضع نفسه في صندوق آلات موسيقية ولم ينس أن يأخذ معه بعض الطعام والماء فضلًا عن عبوة أكسجين للتنفس، وبمعاونة أحد شركائه قام بشحن نفسه عبر البريد الجوي إلى إحدى الوجهات القريبة.
أثناء وجوده في الطائرة قام اللص الطموح بفتح الصندوق وخرج منه ليجد نفسه بين شحنات ثمينة من الطرود، حيث مارس هوايته وسرق بضائع بقيمة آلاف الدولارات ثم عاد لصندوقه، لكن لسوء حظه وأثناء تفريغ الشحنات من الطائرة انفتح الصندوق وتم القبض عليه في مطار أتلانتا.
قبل زمن الطرود البريدية، تحديدًا في منتصف القرن السابع عشر، فكر هنري براون أحد عمال الجنوب الأمريكي أن يفر بنفسه تجاه أرض الشمال ونظر في طرق الهروب الاعتيادية فوجد أنها صعبة المنال، وأنها محفوفة بالفشل، لذا لم يجد براون طريقة أفضل من قطار البضائع، حيث قام بوضع نفسه في صندوق خشبي، ثم قام أصدقاؤه بشحنه على إحدى القطارات المتجهة إلى فيلادلفيا، واستمرت الرحلة ما يقرب من 27 ساعة، انتهت به إلى مقصده حرا طليقا .
قي النهاية ما أغرب شيء وصلك أو أرسلته في البريد أو اشتريته عن طريق الانترنت ؟ أخبرنا في التعليقات.