برغم مسايرتهم للتطور الحديث يتمسك أبناء هذه الدولة العربية بقيم الأصالة والتراث ولا يحيديون عنها خصوصا تلك العادات والتقاليد المتعلقة بالتقاليد المتوراثة عن الآباء والأجداد.
تقدس العائلات المغربية قيمة الزواج، وتعتبره علاقة بين عائلتين وليس مجرد ارتباط بين العروسين، وهو ما يفسر إصرار كل من عائلة الزوج والزوجة على التعارف فيما بينهم كخطوة استباقية لتعارف العروسين.
في حالة التوائم بين عائلتي العريس والعروس أو ما يعرف اجتماعيا بـ «كيمياء العلاقات»، ترسل عائلة الزوج إلى عائلة العروس برسول يبلغهم بشكل رسمي أن وفدا من عائلة الزوج سيزورهم وعندئذ يقوم أهل العروس بإبلاغ ذلك الرسول رسميا بالموافقة.
بعد تحديد الموعد بشكل رسمي يذهب العريس إلى أهل العروس حاملا أربعة وستين كيلوجراما من السكر تم تصنيعها على هيئة قوالب ويقدم نفسه ويعرف أهل العروس بمستواه الاجتماعي وأحواله المادية.
ولكن في حالة قيام أهل العروس برفض الشاب المتقدم إلى ابنتهم يتم رد السكر إليه كاملا غير منقوص.
ولا يعني قبول الشاب المتقدم إلى أهل العروس أن الأمور ستكون ميسرة للزواج لأن قبوله يعني أن والدة العروس ستطلب قيمة المهر مصحوبة بشروط الزواج.
أما موعد العرس فيتجاوز مدة تتراوح من شهر إلى عامين – كل على قدر سعته – حيث يميل المغاربة إلى إطالة الأجواء الاحتفالية في الزواج.
ورغم ميل المغاربة إلى فكرة التدين إلا أن بعض مناطقهم تقوم خلال الزواج بطقوس دينية لا علاقة لها بالدين حيث يتم حمل العروس على هودج والرقص بها لجلب البشرى بالخير.
ويعني وضع هودج العروس على حصان أن تلك هي البشرى الكبرى لولادة مولود ذكر!!!!، أما الحناء فهي طقس أساسي لدى النساء في زيجات أهل المغرب ويتم تصميمها على هيئة رسوم فسيفسائية تتضمن رموز تحمي النساء – وفق معتقداتهن – .
ويعتقد المغاربة في فكرة أسطورية بشأن الزواج منها أن عروسا ذهبت إلى حمام وما أن عادت حتى وجدت زوجها يخونها مع أختها فرفعت أمرها إلى السماء تدعو بأن تتحول إلى سحلية وهو ما قد كان ووجد ذلك النوع من الزواحف.
من بين العادات الهامة في الزواج المغربي هي هدية الحناء مع البيض ، وتقوم العروس بطحن أوراق تم صبعها مسبقا بالحناء وتستخدم الخليط في تزيين جسمها بالحناء ثم تتولى إعداد البيض ليكون إفطارها مع زوجها وذلك على سبيل التفاؤل بلون البيض.
لا تتوقف طقوس الحناء في الزواج المغربي عند ذلك الحد؛ بل إن والدة العروس تجمع الحناء من سبعة سيدات وتجهز خليطا منها لصبغ العروس بها على سبيل التفاؤل ودرء خطر أعين الحاسدين ومن بعد ذلك تنطلق الأغاني التراثية التي تتضمن أمنيات بالسعادة والخير.
وتشمل عادات ليلة الحناء أيضا أن تقوم المرأة التي تتولى صبغ العروس بالحناء بكسر بيضة على رأسها لجلب التفاؤل لها بكثرة الأولاد والذرية الصالحة.
العروس التي تخضع للزينة بالحناء أيضا تقدم لها والدتها و النساء الحاضرات للحفل النقود على هيئة قوالب السكر وتظهر بإطلالة مبهرة وتخضع لعملية تبخير وتعطير لإسعاد الزوج.