هل وصل الأمر بملكة الجمال أن تعرض نفسها للبيع من أجل ما أسمته المبادئ العليا التي آمنت بها؟ وهل تفعل فتاة تلك الفعلة من أجل تحقيق أهداف قالت إنها سامية نبيلة، ما القصة؟
أذهلت فتاة العالم بجمالها الخلاب بينما وصل بها الأمر إلى أن تفعل ما لم تفعله امرأة بأن تعرض عذريتها للبيع؛ لتترك حالة جدل واسعة بشأن جمالها المعروض . حيث تزعم رجل أعمال عربي صفقة الشراء الرابحة. وكانت المفاجأة أن ذلك الرجل العربي هو القائم بالشراء على الرغم من الانتقادات الموجهة إلى ذلك العرض الغريب.
تعود تفاصيل الصفقة التي عرضتها الفتاة والتي قالت: إنها لا تفعل أمرا مشينا أو مخالفا للإنسانية، ولكنها فعلت ما تؤمن به وتعتقده صالحا للبشرية التي دخلت في أزمات لم يستطع الكبار حلها حيث لم يحاول أصحاب رؤوس الأموال إبداء أي مرونة في طرح مبادرات حقيقية بشأن ما يحدث لفقراء العالم.
بدأ عرض الجمال الفتان في عام 2011 حيث رحل عن الدنيا 13 من صغار الفقراء في البرازيل من الذين أعياهم الجوع والبرد ولم يجدوا ما يسدوا به رمقهم .. في مأساة حولت ولاية سنت كاترينا جنوب البرازيل إلى مسرح لمأساة إنسانية مؤثرة.
هنا قررت الحسناء البرازيلية كاترينا مكليوريني التدخل لجمع التبرعات على مستوى العالم بحيث يمكنها ذلك من جمع حصيلة مالية مناسبة تستطيع من خلالها تقديم العون إلى الفقراء مهما كلفها ذلك من مصاعب.
طرقت الحسناء البرازيلية أبواب المنظمات والجمعيات الخيرية كافة لعلها تجد من يتفهم أن في كوكب الأرض بشر يفقدون حياتهم بسبب الجوع بينما يرفل كثيرون في أموال لا حصر لها دون أن تحرك لهم أخبار الأزمات لهم ساكنا أو تجد استجابة لديهم من وازع من ضمير.
«سأواصل محاولات إنقاذ مدينتي وإن دفعت أعز ما أملك».. كان ذلك رد الحسناء البرازيلية على التعليقات القاسية التي وصلتها من المنظمات الخيرية المعنية التي طرقت أبوابها آناء الليل وأطراف النهار دونما جدوى.
هنا أدركت الفتاة صاحبة العشرين عاما أن توجه نداء استغاثة عاجل إلى أثرياء العالم، وروجت لنفسها عبر شبكة المعلومات الدولية إعلانا مفاده أنها بصدد بيع عذريتها في مزاد علني من أجل أن تجد من يحنو على الفقراء أو يكفكف دمعهم ببناء المساكن الآدمية في مدينتها لتقي أولئك المستضعفين شر حر الصيف القائظ وبرودة الشتاء القارس.
لم تمض ساعات على نشر الخبر حتى وجد سوقا رائجة في وسائل التواصل الاجتماعي ولدى رجال الأعمال في مختلف دول العالم. بنما شنت وسائل الإعلام البرزيلية هجوما عنيفا على حسناء البلاد وقيَّمت تصرفها على أنه هدم لما تبقى من الأخلاق وأنها أقدمت على فعلة لم تجرؤ امراة من قبل على ارتكابها بجرأة تتطلب تطبيق الإجراءات القانونية بحقها.
بعد سبعة أيام متوالية من ترويج الإعلان الذي طرحته الفتاة بشكل تلقائي وصل عدد المشاركين في مزاد شراء الشرف العالمي إلى حوالي ثمانمائة وتسعين رجل أعمال من أنحاء العالم كافة. وكانت الطامة الكبرى أن رجل أعمال عربي عرض قرابة المليون ونصف المليون دولار لشراء غرضه من الفتاة.
جمعت كاترينا رجال الأعمال إلى مزادها بطريقة غير متوقعة وتوالت العروض عليها. على الرغم من تزامن تلك العروض مع الأحداث المضطربة في سوريا والعراق وغيرهما من البلدان التي شردت شعوبها الحروب وهنا كانت المفاجأة.
فوجئ مشترو الهوى من رجال الأعمال وكبار أباطرة المال، برد صادم من الفتاة التي لطالما حلموا بلقاء معها يدفعون لشرائه ما تريد من مال:
كان كاترينا على اللاهثين وراء جمالها الفتان: لو أنكم تفكرون ساعة واحدة من اليوم في الفقراء بدلاً من رغبتكم لقضيتم على الفقر في بلدانكم. بذلك وجهت الحسناء درسا قاسيا لأثرياء العالم وأثبتت عن جدراة أن جمال وجهها انبثق من جمال روحي داخلها يترجم كل معاني الخير في أسمى صوره.