هل سئم ذلك الشاب عادات الناس وتقاليدهم بعد أن قرر الخروج عن المألوف بتلك الطريقة دون اعتبار لتعليقات يعلم مسبقا توجهات مروجيها؟ وكيف قبلت منه العروس ذلك المهر أمام الناس في مجتمع محافظ؟ومن يضمن للسوريين توقف تصرف الشاب عند عرسه فقط؟ أم أن الشباب السوريين يريدون الترويج للمهر الجديد لتجاوز تكاليف الارتباط والزفاف الصعبة؟
لا مصوغات ذهبية ولا أموال تودع في البنوك ولا أثاث جميع تلك الأمور المعتادة التي يبدأ بها الشباب حياتهم الجديدة وبناء بيت جديد لم يعد لها اعتبار لدى ذلك الشاب السوري الذي قرر إهداء عروسه مهرا لعله الأغرب على مستوى العالم بعد أن تجاوز الخطوط الحمراء التي تضعها العادات والتقاليد محددات للعلاقات الاجتماعية.
تلك العادات التي ربما تجاوزت فكرة الدين ذاتها وشروط الارتباط المعمول بها شرعا دون حرج وبالفعل قرر الشاب أن يهدي عروسه بطاريات للحصول على الطاقة الكهربائية من مصدر نظيف صديق للبيئة ترى ماذا قدم الشاب مهرا لعروسه؟
تجاوز أزمات الارتباط
تصرف الشاب السوري على ذلك النحو ربما يرتبط بأزمة معروفة بشأن اارتباط وعقد القران في سوريا بعد أن وصلت المهور إلى أرقام خالية ووصف أحد التقارير السورية أزمة المهور المتزايدة يوما وراء آخر بأنها «بورصة بدون قانون».. واستند التقرير إلى رأي موثق لأحد المسؤولين السوريين وهو القاضي مروان حاج حمود الذي يتولى رئاسة المحكمة الشرعية في حلب حيث أعلن الرجل أن مهرا في سوريا وصلت قيمته إلى ثلاثة مليارات ليرة سورية تم تسجيلها في إحدى الزيجات في محافظة حلب.
العريس يجيب عن السؤال الصعب
وبات السؤال الأكثر إلحاحا في المجتمع السوري كيف لأولئك الشباب المقبلين على الزواج بداية حياة جديدة مع ارتفاع تلك التكاليف إلى تلك الأرقام التي لا يكاد يصدقها عاقل؟
لكن ذلك الشاب قرر أن يكون مهر عروسه بطاريات شمسية توضع فوق منزلهم الجديد لتكون تلك الألواح مهرا لعروسه وفي نفس الوقت توفير مصدر للطاقة النظيفة. وبالفعل وافقت العروس على ذلك المهر الأغرب من نوعه في العالم.
توثيق الألواح الشمسية
كان على العريس السوري توثيق مهره الغريب في عقد القران وفقا للإجراءات المعمول بها في القانون السوري
للحفاظ على حقوق العروس وتفادي تعرضها إلى أية أخطار.
وفوجئت عائلة العروس بأن عقد الزواج تم تحرير المهر الجديد فيه ليتعهد الشاب بالحفاظ على حقوق الزوجة المنصوص عليها في ذلك العقد والتي كانت عبارة عن بطارية طاقة شمسية مكونة من ألواح الليثيوم.. والتي لا تعد قليلة الثمن مقارنة بالمنقولات الزوجية .. ولكنها لن توازي أيضا ثمن جرامات الذهب التي تكلف الشباب أكثر من طاقتهم.
فهل سيبدأ السوريون البحث عن أفكار عملية مشابهة لتجاوز أزمات ارتفاع تكاليف المهور؟