لم تكد مخاوف البشرية تهدأ بشأن تداعيات الزلازل الأخيرة التي ألقت بظلالها على الأوضاع الإنسانية لمئات الآلاف من البشر في كل من سوريا وتركيا.. حتى ظهرت مفاجأة جديدة من الطبيعة حيث يخشى الملايين المصير المؤلم المحدق بالعالم.
لا يتوقف خطر الزلازل علميا على هدم المنازل وتشريد آلاف من البشر وربما إنهاء حياة أمثالهم.. لكن الأخطار تتزايد بارتباط الزلازل بالعديد من الظواهر الجيولوجية الأخرى.. لأن اعتياد حدوث الزلازل – وفق تقييمات الخبراء – في العديد من المناطق التي تشتهر بها حول العالم.. ربما يضمن للبشر قدرات على التأقلم معها فتضع الحكومات في بؤر التوقعات الزلزالية حول العالم أكواد بناء تضمن عدم تصدع أو انهيار المباني المصممة بمعايير هندسية معينة فضلا عن منع الارتفاعات الشاهقة…
ما الفارق بين الزلازل والبراكين؟
وعلميا يفرق العلماء بين الزلازل والبراكين باعتبار الزلازل هزات ناتجة عن حركة في طبقات باطن الأرض بخلاف البراكين التي تعد ثغورا عميقة في الأرض تطال سطحها بمواد منصهرة تخرج على هيئة حمم لا تكون تداعياتها محمودة العواقب.
تعددت الأسباب والعلاقة قائمة.. إلى تلك النتيجة ذهب فريق من علماء الجيولوجيا الذين يؤكدون وجود علاقة بين البراكين والزلازل فقد يتسبب البركان في حدوث الزلزال أو العكس.. وحينما تتحرك الكتل والحمم في أعماق الأرض وتضغط على أجزاء رخوة في القشرة الأرضية فإن احتمال وقوع الزلزال في تلك الحالة قائم لا محالة.. وبالمثل ربما يتسبب الزلزال في استفزاز الحمم البركانية بأعماق الأرض.
تنفيس الأرض
الخبراء يجمعون أيضا على أن الزلازل ربما تكون أحيانا «حالة تنفيس للأرض»!! أي أن ارتباطا قائما بشكل أو بآخر بين الزلازل والبراكين .. ذلك الارتباط أعاد مخاوف العالم إلى الواجهة مجددا بعد ثورة بركان جبل ميرابي الإندونيسي الذي أعقب موجة الزلازل المتتالية التي ضربت تركيا وسوريا وتم تصنيف تلك المنطقة على أنها من أقوى مناطق النشاط البركاني على مستوى العالم.
قررت السلطات الإندونيسية رفع حالة الطوارئ إلى الدرجة القصوى بعد أن غطت السحب البركانية مناطق بأكملها وتم تصنيفها على أنها «مناطق خطر يحظر القيام فيها بأي نشاط» وذلك في إشارة تحذير واضحة من السلطات بشأن خطر منطقة ثوران البركان باعتبارها تهديد محتمل للحياة!!!!.
فوهات متناثرة بعد الزلزال
تتزايد المخاوف بشأن ارتباط الزلازل بالبراكين وخصوصا بعد ظهور بؤر تبدو فوهات متناثرة في بعض المواقع السورية قرب مناطق حدوث الزلزال.. ويزداد القلق أكثر بشأن احتمالات حدوث براكين في المناطق التي تعرضت لهزات أرضية عنيفة بينما يباشر علماء الجيولوجيا دراسة الموقف لعلهم يصلون إلى نتائج تضمن للبشرية – على الأقل – تحذيرات استباقية بشأن الأخطار الطبيعية وهو ما لم يصل إليه العلم – حتى الآن – .