توصف جزيرة القيامة، الواقعة في المحيط الهادي، بأنها أغرب جزر العالم، بسبب شكلها الغريب والتماثيل المجهولة المنتشرة اعلى أراضيها منذ ملايين السنين، وما زالت حتى الآن تُثير حيرة العلماء والباحثين، فعندما إكتشفوا الجزيرة المجهولة في المحيط الهادي وجدوا عدد من التماثيل صنعت بدقة من رماد بركاني ،ويشير وضعها لأجرام سماوية وقال بعض العلماء أن فضائيين صنعوها.. فما هي جزيرة القيامة وكيف صنعت تماثيلها المجهولة؟ وكيف صنعتها الزلازل والبراكين؟
تقع جزيرة القيامة، أمام سواحل دولة تشيلي، علي حزام النار بالمحيط الهادي، والذي يقع عليه 90% من الزلازل والبراكين في العالم وكان أخرها الزلازل التي ضربت روسيا والفلبين اليومين الماصيين في عمق المحيط الهادي، لأنه يقترن بسلسلة شبه متصلة من الأخاديد، والأحزمة البركانية وحركات الصفائح التكتونية، ووسط هذا الحجيم ظهرت جزيرة القيامة في قلب المحيط الهادي من براكين ظلت تنفث رمادها لسنيين .
اكتُشفت جزيرة القيامة في الخامس من أبريل عام 1722 عن طريق المستكشف الهولندي، ياكوب روجينفين، الذي يُعد أول زائر أوروبي للجزيرة، ويقال أنه اطلق عليها يوم القيامة لأنها عندما رأها ووجد التماثيل المصنوعة من الرماد الاسود إعتقد أن أهلها تعرضوا لاهوال كبيرة من زلازل وبراكين، تسببت في تسونامي أغرق الجزيرة وكل من عليها وبقت التماثيل، وقيل أنه اكتشافه للجزيزة كام يوم عيد القيامة فأطلق الاسم.
وأهم ما يميز جزيرة القيامة في وجود 887 تمثالاً ضخماً منتشرة في أنحاء متفرقة على أراضيها، وصُنعت من رماد بركاني بعد كبسه وضغطه وصقله وتسويته. بحسب أراء بعض علماء الآثار.
ويبلغ وزن كل تمثال 50 طناً، وطوله 32 متراً، ويوجد لبعض هذه التماثيل غطاء مستدير حول الرأس وزنه 10 أطنان. وتظهر هذه التماثيل بملامح نصف بشرية بلا أطراف، بعضها برأس كبير بلا جذع، وبعضها الآخر نصفه فوق الأرض ونصفه الثاني تحت الأرض، وتوجد تماثيل برأس فقط، وتوجد تماثيل أخرى بذراع وأرجل، فهي تختلف في أشكالها، ولكن الغالب فيها هو كونها تماثيل برأس فقط.
وأشارت دراسات بعض الفرق البحثية إلى أن الجزيرة كانت مليئة بالسكان من شعب غير محدد، ومعروف من العصر الحجري الأخير، أي قبل الميلاد، وصنعوا التماثيل في القرن الأول، وفي عام 1680 حدثت كارثة في الجزيرة، وبسببها هاجر السكان الجزيرة بشكل جماعي، وبعد فترة جاءت شعوب أخرى إلى الجزيرة، وهم من جزر ماركيز الفرنسية التي تبعد عن الجزيرة بنحو 5 آلاف كيلومتر، واستقروا فيها، وأطلقوا على التماثيل اسم «مواي».
من بين عشرات النظريات التي دارت حول جزيرة القيامة وتماثيلها المجهولة، هناك نظرية تنسب صنع التماثيل إلى كائنات فضائية قدمت من الفضاء الخارجي، ولم تستطع العودة إلى كوكبها الأصلي، فصنعت هذه التماثيل حتى تستطيع ملء فراغها.
ويستند أصحاب هذه النظرية للتدليل على صحة نظريتهم إلى أن الدقة في أماكن تواجد هذه التماثيل تمثل رموزاً فلكية معقدة، ويظهر بذلك تعامدها لأشعة الشمس، وأيضاً الرسومات والمنحوتات الصخرية والخشبية تغطيها رموز معقدة ومبهمة، الأمر الذي يشير إلى تواجد حضارة ذكية اختفت بشكل غامض.
عُثر في جزيرة القيامة على 24 لوحاً خشبياً تُعرف باسم «رونغو رونغو»، وهي من أغرب الأشياء التي عُثر عليها في الجزيرة، وقد أثارت حيرة العلماء والباحثين، حيث كُتب عليها بخط ولغة غير معروفة، حتى في اللغات القديمة المندثرة، وحتى الآن لم يستطع أحد أن يفك شفرتها.
فهل جزيرة (القيامة) صنع تماثيلها الفضائيين، ام كان يسكن عليها بشر وانتهوا بسبب الزلازل والبراكين ولم يتبقي غير التماثيل؟