كثير منا يعرف جيدًا عن كنوز نبي الله سليمان، فقد ذُكرت هذه الكنوز في القرآن الكريم وفي روايات عدة، لكن المُدهش حول هذه الكنوز التي ذُكرت في القرآن والتوراة، وتناقلتها الكثير من الروايات والأحاديث، لم يتم العثور عليها حتى الآن، ليس هذا فقط، بل بدأ البعض في التشكيك حول إمكانية وجودها من الأساس.
بل وصل الأمر إلى التشكيك في حقيقة وجود هذه الكنوز من الأساس، حيث تم اعتبارها مُجرد أسطورة يتناقلها اليهود فيما بينهم دون سند، وكان ثمة سؤال واحد يطرحه هؤلاء المُشككون طوال الوقت، كنوز سليمان، إن كانت موجودة، فأين اختفت وكيف؟
أرض الكنوز
اتفقت الروايات التاريخية على أن كنوز النبي سليمان –عليه السلام – موجودة في الشرق العربي وتحديدًا في المنطقة بين فلسطين والأردن، حيث كان يحكم منطقة الشرق وخاصةً فلسطين.
ما هي الكنوز
وفقًا للروايات التاريخية فإن كنوز نبي الله سليمان واحدة من أعظم وأكبر الكنوز على وجه الأرض، كيف لا وقد طلب النبي سليمان ذلك بنفسه، ومنحه الله ما طلب، ولا تقتصر تلك الكنوز على قصر سليمان فقط، بل تشمل عدة أشياء أخرى أهمها:
1 – مائدة سليمان، أهم الكنوز وأكبرها
أولى القطع عن كنوز نبي الله سليمان هي مائدة الطعام، وهي طاولة ذهبية مصنوع من جدران جنة عدن، وكانت تمتلك إشعاعًا وتوهجًا يُشبه تمامًا إشعاع الشمس وتوهج القمر.
وبحسب الروايات، تم الاستيلاء على هذه المائدة سنة 70 ميلاديًا كما تقول أغلب الكتب التاريخية، وحدث ذلك أثناء الاقتحام الروماني لأورشليم على يد الإمبراطور «تيتو».
وتُشير كافة الدراسات التاريخية إلى أن هذه الطاولة قد تم وضعها في إسبانيا ويرجح هذا القول رواية التاريخ الإسلامي عن النزاع الذي نشب بين طارق بن زياد وموسى بن النصير، حيث انتزع طارق إحدى أقدام المائدة، مما تسبب في غضب موسى منها، وليس هذا مجالًا للحديث عن هذا الخلاف، لكن الأمر يُثبت وجود المائدة في إسبانيا، أو الأندلس كما كان يُطلق عليها وقتها.
2 – هيكل سليمان
من أهم كنوز نبي الله سليمان «الهيكل»، والذي يزعم اليهود أنه دليل دامغًا على انتماء أراضي فلسطين إليهم، وأما عن وصفه، فقد بناه الملك سليمان أولًا على شكل معبد وتم تجديده أكثر من مرة، حتى جاء نبوخذ نصر الثاني وقام بمحاصرة القدس وتدمير المعبد، ولم يتبقى منه سوى الهيكل.
3 – هدايا بلقيس
أما الجزء الثالث من كنوز نبي الله سليمان، كان هدايا الملكة بلقيس، والتي أرسلت الكثير من الصناديق المُكدسة بالذهب والمجوهرات والفضة.
وبالرغم من حجم الهدايا إلا أن النبي سليمان سخر من هديتها التي تبدو متواضعةً إذا ما تمت مُقارنتها بما أعطاه الله له فإننا بصدد التحدث عن أطنان من الذهب والفضة والمجوهرات كانت في حوزة الملك سليمان، واختفت أيضًا كما اختفت كنوز سليمان، هذا بالطبع بخلاف القصر الذي بناه خصيصًا لاستقبال الملكة بلقيس، والذي لا يُقدر أيضًا بثمن، ومع ذلك لم يتم العثور عليه.
البحث عن كنوز سليمان
وفقًا لما ذكره البروفيسور الهولندي جيمس دافيلا، والذي كان أول من قام بالبحث في العصر الحديث، أنه عثر على بعض النصوص قام بترجمتها في كتاب نُشر في عاصمة هولندا عام 1648 عن الكنوز.
وقال الباحث الهولندي إن هذه النصوص يرجع تاريخها إلى خمسة عشر قرنًا مضوا، ويتواجد فيها كل ما يخص كنوز سليمان والطريقة التي اختفت بها، وقد عثر أيضًا على قائمة بما تحتويه هذه النصوص، والتي تتضمن:
1 – 46 ألف حجر من الأحجار الكريمة والياقوت والماس.
2 – آلات موسيقية، مصنوعة بأكملها من الحليّ والذهب.
3 – سبعة وسبعين منضدة، كلهم مصنوعين من الذهب الخالص.
4 – تابوت العهد ومائدة سليمان، كما اشتملت القائمة على عدة أواني وأشياء أخرى كلها مصنوعة من الذهب.