هل يوجد شعب في العالم يستطيع العيش بدون شرب الماء على الإطلاق؟ وكيف يظهر هذا الشعب في الليل ويختفي بالنهار؟ ولماذا من يتجرع الماء منهم يرحل عن الحياة؟
فرغم أن كل هذه الأمور صعبة جدًا أن تحدث مع أي شعب على ظهر المعمورة، لكنها ليست مستحيلة، لا سيما في ظل وجود قوم بالفعل يحدث معهم كل هذا، فما القصة؟
وسط استحالة المعيشة بدون ماء لأي شخص على ظهر المعمورة، والتواجد في مكان لا يستطيع أحد الحياة فيه، فضلًا عن ترك المدنية والاتجاه لهذه الطبيعة القاسية، فالجميع يظن أن الأمر بات لا يحمل أي مظاهر للحياة، لكن يوجد بالفعل مجموعة من البشر الذين تتراوح أعدادهم بين 1200 و1500 شخص.
يحيون فوق هذه الأرض وتحت هذه السماء وفي تلك الأجواء التي قد تصل درجة الحرارة فيها إلى ما يفوق تحمل البشر، يخرج رجل عجوز ليقود الرحالة والمستكشفين إلى قبيلته الأغرب على ظهر المعمورة.
إنها قبيلة الميكي، الذين يقطنون غابة توليار الخالية من البشر، والتي تقع في جنوب غرب مدغشقر، فهذه الجماعة من الرحل كانوا يعيشون حياة طبيعية في وسط المدن بمدغشقر.
لكن منذ ثلاثة قرون قرروا الانسحاب من الحياة المدنية، والاتجاه نحو تلك الغابة، ليؤدوا أفعالًا غريبة ويجسدون أحداثًا أغرب عبر صفحات التاريخ.
فالأساطير والروايات الكثيرة التي وردت عنهم تجعل البدن يقشعر، ولا تهوى النفس البشرية أن تعيش حياة مثل تلك الحياة، فهم جماعة من صغار القامة لكنهم ليسوا أقزاما.
لونهم رمادي يعيشون في تلك الغابة، ويقال إنهم يختفون عن الأنظار في النهار ويظهرون في الليل فقط، لأنهم لا يحبون العيش في وضوح النهار، بحسب معتقاداتهم وتقاليدهم التي ورثوها عن الأجداد.
لكن الأغرب في هذه العادات ما روي عنهم بأنهم لا يقتربون من الماء، ولا يعرف هذا السائل سبيلًا للتواجد بينهم، فمن معتقداتهم أن من يتجرع فيهم الماء يرحل عن الحياة.
قليلون استطاعوا الوصول إلى هذا المكان الذي ربما يكون الأغرب على ظهر المعمورة، والتحدث إلى أفراد قبيلة الميكي، فمن بينهم الباحث لويس مولي، الذي أجرى رحلة في عام 1956.
فأكد أنهم ليسوا أقزاما، وأنه من الصعب البقاء معهم على قيد الحياة بسبب عدم وجود الماء، ليلحق به بعد مرور حوالي 15 عامًا وبالتحديد في عام 1971، الرحال جان ميشيل هورنر.
فالتقى بعائلة من القبيلة، ليسرد ما قالوه بأنهم يقتصر غذاؤهم على بعض أنواع معينة من جذور الإشجار، والعسل، فضلًا عن أنهم ينقسمون إلى جماعتين مختلفتين هما الغيزو، والأخرى هي المازيكورو، الذين يعملون بالزارعة.
بل تبقى المغامرة التي خاضها صحافيان فرنسيان، لسرد بعض الأسرار عن الميكي، فحينما وصلا إلى الغابة، تسببت الأشواك الناعمة في ضرر كبير لهما، ليخرج إليهما رجل عجوز من بين أغصان الغابة المتشابكة والكثيفة، ويقودهما حيث القبيلة الغريبة، فيسرد ميشيل رفول وجان كود بتاتشيني، في مجلة “ريبورتاج” الفرنسية.
غرائب وعجائب وجدوها خلال مقابلتهما لأفراد تلك القبيلة العجيبة، فالأكواخ الصغيرة المصنوعة بشكل بسيط وبدائي جدا، هي مأواهم، ويتمثل نشاط الرجال في القبيلة بالبحث عن جذور البابو، الذي يعد الغذاء اليومي لهم،فبرأيكم هل يوجد بالفعل شخص على ظهر المعمورة يستطيع العيش بدون أن يشرب الماء؟