استقالة الأمهات..ظاهرة خطيرة تؤرق المجتمع السوري

 

ظاهرة خطيرة تؤرق المجتمع السوري انتشرت بقوة خلال الفترة الحالية، كانت نادرة الحدوث في السابق بينما أخذت منحى تصاعديا عاما بعد عام، وبلغت الأرقام ذروتها الآن.. فما هي تلك الظاهرة وما أسبابها؟

توثيق الحالات

الجهات والمنظمات المحلية والدولية وثقت مائة حالة في عام واحد.. لكن المخاوف من وجود أرقام غير رسمية ربما تتجاوز أضعاف ذلك.

لم يكن يخطر ببال أحد تراجع الأمومة لدى السيدات اللائي تورطن في تلك الأزمة، فبين فترة وأخرى نسمع عن ابن ملقى على قارعة طريق أو أمام مسجد أو ربما داخل حاوية للقمامة خاصة في الشمال السوري.

يتركن أولادهن

إنهن يتركن أولادهن في سن مبكرة جدا. ويغادرن في صمت.. تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية في سوريا، زاد من حدة الأزمة، فبعد مضي ما يزيد على اثني عشر عاما على بدء المواجهات في الداخل السوري، أصبحت رعاية الأبناء وتربيتهم من أكبر التحديات في البلاد.

السيدات يتخلص من أولادهن، خلال ساعات الفجر الأولى.. يضعنهن أمام المساجد، بغية العثور عليهم في وقت قريب من قبل أحد المصلين، لتطمئن نفوس الأمهات المستقيلات بأن الأبناء في أيدٍ أمينة.

تفشي الحاجة والمعاناة

تقرير حديث لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” أكد أن ظاهرة التخلي عن الأولاد، تعود بالدرجة الأولى لتفشي الحاجة وانتشار ظاهرة عروس السن المبكر بين الأسر وخاصّة في مخيمات النزوح.

الإحصاءات غير الرسمية تقول إن قرابة التسعين بالمئة من سكان سوريا يعيشون تحت خط المعاناة.

غياب الوعي

خبراء علم النفس والاجتماع الذين تمت الاستعانة بهم لهم تفسير مختلف، يرى أن أسباب انتشار تلك الحالات هو عدم العلم وغياب الوعي الكامل لدى كثير من السيدات والشبان، فربما يصبحون ضحية قرار متسرع للاربتاط بشكل غير رسمي.

خبراء الاجتماع حذروا من انتشار ثقافة نضج جسدي يسبق العمر العقلي لدى بعض الفتيات اللائي لم يحصلن على نصيبهن الوافر من التعليم والتوعية.

تحت سيطرة أفكارها

بعد ذلك تصبح منحصرةً داخل المنزل بأفكار ومعلوماتٍ تتلقاها بالصوت والصورة على الهاتف المحمول غير المراقب، ويصبح هاتفها وسيلة للتعرف إلى ثقافة شعوب تخالف مجتمعنا السوري المحافظ.

وتتوسع الظاهرة يوما بعد الأخر في كنف مجتمع يلفظ فكرة التبنّي، فهو أمر غير مرغوب فيه باعتباره ظاهرة محرّمة في الإسلام.

وأصبح في ظل هذا الواقع، الحل المناسب لمعالجة هذه القضايا هو الرعاية البديلة، يعيش الطفل مع أسرة بديلة تتمتع بشروط معينة حتى يتم العثور على أبويه الحقيقيين.

الوضع القانوني

الوضع القانوني لهؤلاء يتلخص في إمكانية تربيتهم ورعايتهم لحين بلوغهم سن الرشد.إنهم يعاملون بموجب معاملة فاقدي الأبوين، في بداية الأمر يتم ترتيب إصدار شهادة ميلاد للك منهم؛ بموجب ضبطية الشرطة في المنطقة، ومن ثم تُرسل نسخة عن شهادة الميلاد التي أقرها الشهود أثناء كتابة الضبط، ثم تُرسل إلى السجل المدني، ويُنسب إلى نسب العائلة ودينها في حال لم يُعرف دينه.

أعداد المتخلى عنهم في تزايد مستمر، السلطات لا تقدم لهم شيئا هو السير في الإجراءات الروتينية المتبعة، في ظل تزايد مخيف للظاهرة.

Exit mobile version