الخضوع لسلطة العرافين والدجالين كان سمة غالبة ومنتشرة في العديد من قصور الرئاسة ، سواء عبر التاريخ القديم أو الحديث، لكن الأمر انتشر واشتهر أكثر بين رؤساء العصر الحديث ، خاصة الرؤساء العرب مثل القذافي وعبد الناصر وحسني مبارك، فهل حصل العرافون على سلطة معنوية في قصور الرئاسة ؟ هذا ما نتعرف عليه في ملخص القصة .
كان يحيط نفسه بالتمائم والطلاسم، لا يتحرك أو يتخذ قرارا في أمور مهمة قبل استشارة العرافين. حياته وقصره كانت مشبعة بكمية كبيرة من الأعمال السفلية والتمائم الغريبة ، هذا ما اشتهر به الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي واكتشف الثوار بعد سقوطه كمية كبيرة من الأعمال السفلية والطلاسم والأوراق المكتوب عليها بطريقة معكوسة، وكذلك العديد من الآثار الغريبة في بيته وفي مخدعه. وحين رشوا هذه الأوراق والآثار بمياه مقروء عليها قرآن احترق بعضها .
الأمر الذي يؤكد اعتماد القذافي على الأعمال السفلية والدجل في تسيير أموره، ويعزز من هذا الأمر علاقته الممتدة بالقبائل الأفريقية وتنصيب نفسه ملكا عليها وهي قبائل مشهورة بالدجل والشعوذة .
الأمر لم يقتصر على القذافي وحده، فهناك روايات تشير إلى أن الرئيس عبد الناصر كان يستمع إلى المنجمين والعرافين، بل وكان يستقدم ساحرا مشهورا في عصره ليقدم عروضا مميزة في جلسات نخبوية خاصة في القصر الرئاسي . وهناك طرائف كثيرة حول هذا الأمر. من ضمنها رفض أم كلثوم الخضوع لهذا الساحر وأشارت لأنيس منصور الذي كان حاضرا الجلسة ليتعاون معه بدلا منها .
الرئيس مبارك كان الأوفر حظا في الاهتمام بالعرافين والمنجمين، فمنذ زيارة له إلى السودان حين كان طيارا في القوات الجوية وتنبأت له العرافة بأنه سيكون له شأن عظيم ، واعتقد أن الأمر سيكون بتعيينه سفيرا أو محافظا ، ولم يتخيل أن الأمر سيصل لدرجة أن يكون رئيس جمهورية مصر .
بعد توليه الرئاسة كان المنجمون والعرافون مقربين إليه ، يقرأون له الطالع ويعطونه إشارات للقرارات التي يمكن اتخاذها في مواقف بعينها، واستمر الأمر حتى بعد تخليه عن الحكم وإيداعه المستشفى، فقد كانت هناك سيدة تزوره باستمرار ومعروف أنها من المنجمين والعرافين الكبار، كانت معروفة باسم أم ماجد، وهي التي أكدت لأسرة مبارك أن الحكم سيظل فيهم لفترة طويلة وأقنعت سوزان مبارك بالسعي لتوريث ابنها الحكم .
الرئيس السادات لم يكن يقتنع بالمنجمين والعرافين، ولكن زوجته السيدة جيهان السادات كان لها رأي آخر، فهي كثيرا ما كانت تستشير المنجمين والوسطاء الروحيين لمعرفة الطالع أو التنبوء بما هو قادم ، وكثيرا ما أشاروا عليها بالرأي الصحيح ، حتى أنهم حذروها من مصير زوجها قبل رحيله .
الكثير من الرؤساء والزعماء اتصلوا بالوسطاء الروحيين والمنجمين وأحيانا الدجالين .. فهل أثر الدجالون في صناعة القرار وهل استطاعوا أن يتحكموا ذهنيا في توجهات الرؤساء والزعماء ؟