كيف قبل هؤلاء السوريون بذلك الشرط الأغرب لإتمام الارتباط بشريكة العمر، الأمر الذي يحدث للمرة الأولى في المجتمع العربي .
بل إنهم باشروا ذلك أمام الحاضرين دون مراعاة لغرابة تلك الظاهرة التي ربما تكون صادمة للسوريين كافة؟ فمن يدعم هذه الظاهرة ومن يقوم على ترويجها؟ وهل يتسق ذلك مع الضوابط الشرعية؟
للسوريين مع الزفاف مراسم خاصة وشروط محددة، وهم شأنهم شأن أي مجتمع عربي يعتبرون الأسرة مؤسسة
الحياة الأولى القائمة بمهام محددة لدى جميع أفرادها، الزوج والزوجة والأبناء.. لكن شرطا غريبا تحول إلى ظاهرة في ذلك المجتمع أثار صدمة الجميع، وهو الجواز بدون نسل.
من موضة إلى عادة
هذا الشرط بدا صادما حتى للسوريين المقيمين في المهجر بمختلف الدول الأوروبية والذين ظلوا محتفظين بقيمهم الأولى المتعلقة بالحياة الاجتماعية وأول أوجهها الارتباط.. والغريب أن شرط الارتباط الجديد تحول في المناطق التي بدأ البعض يروج له فيها إلى أمر معتاد.
هل وضعوها بعقد القران
الزواج بدون نسل يعمل مروجوه على تنفيذه من خلال إخبار السيدات به قبل الدخول في الإجراءات الرسمية، بحيث يتم ضمان موافقة الطرفين قبل إتمام تلك الإجراءات والمراسم بحيث لا يكون الأمر صادما لطرفي تأسيس الأسرة حال اعتزم أحدهما القيام به ، حيث يعتبرون عدم الإنجاب شرطا أساسيا لإتمام الزفاف، وإن لم يكتبوا ذلك في عقد القران.
لكن كيف يتم تأسيس أسرة من دون أبناء؟؟ السؤال يعلم إجابته يقينا أولئك الذين أقدموا على ذلك النوع من الارتباط والذي اشترطوا مسبقا عدم إنجاب أبناء مبررين ذلك بأنهم لا يريدون تحمل مسؤوليات إضافية بعد القران .
إنهاء العزوة
الغريب أن الإنجاب ظل في كثير من الدول العربية لفترة طويلة من الزمن نوعا من العزوة، ومصدرا للقوة لكن الشباب السوريين الذين يدعمون تلك الفكرة أصبحوا الآن على يقين بأن الارتباط بشريكة العمر يمكن إتمامه لغرض الاقتران دون ربط فكرته بتكوين اسرة كاملة وأبناء
ظاهرة بالخارج
ولم تكن تلك الظاهرة وحدها هي المسيطرة في بعض المناطق السورية فبعض العائلات بدأت قبول فكرة تزويج فتياتها برجال سوريين من المقيمين في المهجر.. خصوصا بعد تزايد قصص النجاح الرائجة لعدد ليس بالقليل من السوريين المقيمين في الخارج.
قرار فردي بدون قوانين
تأجيل الإنجاب أو منعه وتشجيع زواج الفتيات من سوريين مقيمين في الخارج .. أفكار تبدو غريبة على ذلك المجتمع لكن تلك الأفكار تجد من يدعمها بل وينفذها خصوصا وأنه لا توجد موانع قانونية لذلك.
ولم تصدر اعتراضات من المؤسسات الدينية الرسمية تعلق على قرارات هؤلاء المتزوجين برفض فكرة الإنجاب.. ولعله أمر يتم التعامل معه في الداخل السوري على أنه حرية شخصية لمن يريد الزواج إن شاء أنجب أو قرر تأجيل الإنجاب أو حتى منعه تماما.
ويبقى الشباب الذين اشترطوا الزواج بتلك الطريقة وحدهم أصحاب القرار في استمرار الالتزام به أو التخلي عنه لاحقا أمام الرغبة الإنسانية الطبيعية في إرضاء مشاعر الأبوة والأمومة..فهل تؤمن عزيزي القاري بفكرة الزواج من أجل الزواج فقط دون إنجاب؟
ننتظر رأيك بالتعليقات.