منوعات

القصة الكاملة لأسطورة أعمدة هرقل بمضيق جبل طارق

مضيق هو الأغرب في العالم، نُسجت حوله العديد من الأساطير والقصص، لعل أبرزها كانت تلك الخاصة بالبطل الأسطوري هيرقل والذي قيل إنه شق الصخر لفتح المضيق الذي يبلغ عرضه 15 كم. وتشرف عليه الصخرة المقسومة إلى نصفين بالقرب من المغرب، وكانا يعتبران حدًا للعالم القديم، فما قصته ؟.

عند المرور بهذا المضيق، فسترى تلك الأعمدة التي أطلق عليها اليونانيون لقب أعمدة هرقل، اعتقادًا منهم بأن البطل الأسطوري اليوناني “هرقل” نصبها في رحلته التي قام بها لأسر ثيران غيريون، المسخ ذي الأجسام الثلاثة الذي عاش على جزيرة في الأطلسي.

كما اعتقدوا بوجود مدينة الأتلانتيس الأسطورية خلفه، وذلك عقب اكتشاف المراسي الحجرية الكبيرة في المضيق، وهو ما يشير إلى أن حضارة العصر البرونزي القوية، التي وصفها أفلاطون، ربما كانت موجودة.

وتكمن أصول أسطورة “أتلانتس” أو المدينة المفقودة منذ 9 آلاف عامًا، فقط مع الفيلسوف اليوناني، الذي أشار إلى مدينة العصر البرونزي في اثنين من حواراته “تيمايوس” و”كريتاس”، في القرن الرابع قبل الميلاد، واصفًا موقعها وهو ما يتناسب مع موقع مضيق جبل طارق.

وبالعودة إلى أعمدة هرقل أو مضيق جبل طارق، والذي يقع بين إسبانيا شمالًا والمغرب جنوبًا، ويصل ما بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلنطي جنوب شبه جزيرة إيبيريا بأسبانيا.

و يحد المدخل الغربي للمضيق رأس سبارتل جهة المغرب ورأس الطرف الأغر جهة إسبانيا.سنجد أن أقصى عمق لمياه المضيق 500 متر ومتوسط العمق 365 مترًا، وهو ما يجعل الأمر شبه مستحيل للوصول إلى تلك القارة، حيث أن أقصى عمق يمكن أن يصله الإنسان تحت سطح الماء هو 200 متر.

لكن أساطير مضيق جبل طارق أو جبرلتار كما يسميه الإسبان، لم تتوقف هنا، فالكثير من الشائعات لازالت تلاحقه.
فأول عبور للإنسان الأول منذ أكثر من 10 ألاف سنة لينتقل من إفريقيا إلى أوروبا في عهد ما قبل الخرائط والقارات، فيتحول بعد ذلك إلى الإنسان الأوروبي الحالي، كان عبر المضيق.

وكانت تلك رواية جديدة، أكدها المؤرخون، لكن لا توجد أي إثباتات حولها، وحول ما كانت بداية الإنسان الأوروبي من تلك المنطقة السمراء أم لا.

أما عن تسميته، فتأتي نسبة للقائد العربي الإسلامي طارق بن زياد، الذي عبره في بداية الفتوحات الإسلامية للأندلس عام 711، بعد أن عرفه العرب قديمًا ببحر الزقاق أو بحر المجاز.

لكن بعيدًا عن أساطير المضيق، وبالعودة إلى الواقع، فمضيق جبل طارق يشرف عليه كلًا من المغرب وإسبانيا ومنطقة الحكم الذاتي جبل طارق البريطاني.

و يعتبر من أهم المضايق والمعابر المائية في العالم، وهو ثاني أكبر مضيق استعمالًا في العالم بعد مضيق قناة المانش الإنجليزية.

ولموقعه أهمية استراتيجية كبرى منذ العصور الوسطى، حيث كان طريقًا للتجارة البحرية بين أوروبا الشمالية وإيطاليا.
ارتفعت أهميته بعد تدشين قناة السويس المصرية عام 1869 ، وتجاوز أنذاك دوره بين المحيط الأطلسي والبحر المتوسط إلى ربطهما بالمحيط الهندي من خلال قناة السويس

كما أنه ممر تجاري نشط جدا يعبره قرابة 18 ألف ناقلة بترول سنويًا، قادمًا من قناة السويس أو الجزائر، وتعبره سنويًا نحو 100 ألف سفينة. أي ما يقارب 300 سفينة يوميًا وهو بذلك واحدًا من أهم الملاحية ازدحامًا في العالم.

وفي الختام، اتعتقد حقًا أن ذلك المضيق الذي حمل أساطير الثقافتين العربية والأوروبية، لازال بداخله الكثير من الأسرار التي لم يلفظها بعد؟.


قد يعجبك ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى