شهدت الكرة الأرضية ضمن مسار ضيق يمتد من المكسيك إلى فلوريدا وجنوب أوروبا وآسيا الوسطى فجر اليوم، حدث فلكي نادر، إذ رصد علماء الفلك الكويكب «319 ليونا» الموجود في حزام الكويكبات الرئيسي، يمر أمام منكب الجوزاء أحد ألمع النجوم لمدة وصلت إلى نحو 15 ثانية ويحجبه عن الأنظار في ظاهرة تعرف باسم «الاحتجاب».
وبحسب مجلة «space» المتخصصة في علوم الفلك والفضاء، إنّ هذا الحدث الفلكي يمكن رؤيته بالعين المجردة، إلا أنّه لم يكن مُشاهدًا في الوطن العربي، ويعتبر هذا الحدث أمرًا غير شائع، إذ يصفه علماء الفلك بأنّه فرصة استثنائية وفريدة من نوعها تحدث مرة واحدة في العمر، لدراسة الغلاف الضوئي لنجم منكب الجوزاء، وهي الطبقة المرئية للنجم التي ينبعث منها معظم طاقته.
ويعد منكب الجوزاء أحد أكبر النجوم المعروفة لدى علماء الفلك وأحد ألمع النجوم في سماء الليل، وهو يشكل الكتف الأيسر لكوكبة أوريون ويتميز بلونه الأحمر، وقد كان هذا النجم موضع تدقيق علماء الفلك في السنوات الأخيرة، إذ لوحظ أنه يسطع ويعتتم بشكل كبير، ويعتقد بعض علماء الفلك أن النجم يمكن أن يتحول إلى مستعر أعظم (Supernova) وينفجر في حياتنا، بينما يعتقد آخرون أن منكب الجوزاء لا يزال على بعد عشرات الآلاف إلى مئات الآلاف من السنين من الوصول إلى تلك المرحلة.
ويتوق علماء الفلك إلى مراقبة ظاهرة الاحتجاب، خاصة أنّها تُسهم في جمع البيانات العلمية عن ليونا ومنكب الجوزاء والتي سيكون من الصعب جمعها بطريقة أخرى، إذ يمكن للعلماء الذين يراقبون الاحتجاب الحصول على قياسات أكثر تفصيلًا ودقة لحجم الكويكب وإلقاء نظرة ثاقبة على ما يحدث مع منكب الجوزاء، والذي خفت فجأة في عامي 2019 و2020، مما دفع الباحثين إلى التساؤل عما إذا كان النجم العملاق على وشك الانفجار في مستعر أعظم.
ورصد منكب الجوزاء، الذي يقدر عمره بحوالي 10 ملايين سنة، يسمح لعلماء الفلك بمراقبة ما يحدث في وقت متأخر من عمر النجم، فـ خلال الـ100.000 سنة القادمة، ربما ينفجر منكب الجوزاء، وسيكون مرئيًا كنقطة ضوء ساطعة حتى في وضح النهار لعدة أشهر، وبعد ذلك سيتم فقدان كتف الجوزاء إلى الأبد.