من منا لا يتمنى أن يضحك دائما، فالضحك معروف بأنه أمر صحي، لكن ماذا إن عرفت أن هذا الأمر قد يستمر لفترة ليست بدقائق فحسب بل قد يصل لأسابيع أو شهور وقد لا يتوقف مرة أخرى! يبدو الأمر مخيفا.. صحيح؟ تلك كانت حالات تعاني من ضحك هيستري لا يتوقف فما القصة؟
انتشر مقطع فيديو خلال الساعات الماضية، لفتاة سورية مصابة بهستريا الضحك، وخلال حديثها مع مراسل تليفزيوني لم تتوقف عن الضحك، الأمر الذي أثار تعجب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث علقت الفتاة على كثرة ضحكها قائلة إنها تعاني من هيستريا ضحك لا تتوقف، وأنها ذهبت للطبيب لكنه أخبرها بأنه لا يوجد علاج لحالتها، وقال لها “خلّيكي عم تضحكي حتى تنتهي حياتك”.
وأوضحت الفتاة أنها تتعرض لمواقف سيئة ومحرجة كثيرة بسبب كثرة الضحك المتواصل الخارج عن سيطرتها حيث تتعرض للطرد كثيرا من الفصول الدراسية، كما أن الجميع يراها غريبة.
ولكن هذا الأمر ليس بالجديد ففي عام 1962 وداخل مدرسة للأيتام بقرية كاشاشا الواقعه في تنزانيا، حدث أمر مشابه حيث كان هناك 3 صغيرات يلعبن في ملعب المدرسة، وفجأة بدأن بالضحك بشدة والتدحرج على الأرض من شدة الفرح، وعندما ينتهي الأمر يبدأن في الضحك مرة أخرى، قد يبدو الأمر طبيعيا لكن الصغيرات لم يعد بإمكانهن التحكم فيه أو التوقف، والغريب أن كل الطلاب من حولهم بدأوا في الضحك أيضا دون توقف، وبدأ الأمر يتنقل إلى المدارس المجاورة وكأنه وباء معدي في الهواء، والغريب أن هذا الأمر طال الصغار فقط دون غيرهم، حيث لم يؤثر على المعلمين الخمسة الذين كانوا متواجدين داخل المدرسة.
وعندما حاول المعلمون إعادة الطلاب إلى رشدهم، ووقف هستيريا الضحك تحول الأمر على الفور إلى رعب حيث تعامل الصغار بعنف وحدة لصد من يحاول تهدئتهم، عل الرغم أنهم لم يستطيعوا تفسير سبب ضحكهم عندما يسألهم أحد.
واستمر ذلك الأمر 16 يوما بالنسبة للبعض، ، وبعد 6 أسابيع من اندلاع تلك الأزمة، والضحك الهستيري اضطرت السلطات، إلى إغلاق المؤسسة وإعادة الصغار الأيتام إلى قراهم، بعد أن تضرر 95 من بين 159 طالبا في المدرسة.
لكن إرسال الطلاب المصابين بهذا الداء إلى أهلم لم يؤدِّ إلا إلى انتشار الوباء أكثر حيث وصلت العدوى إلى قرية نشامبا على بعد 80 كيلومترا منهم، وأصيب ما يقرب من 217 شابا من الجنسين في الشهرين التاليين، وبعدها امتد أثره إلى قرية أخرى في المنطقة، ولم تعد السلطات تعرف ماذا تفعل، فتم إرسال عينات من الصغار إلى أوروبا لتحليلها، ولكن لم يتم العثور على أي مادة غريبة ولا فيروسات، ولا شيء في مياه الشرب ولا في الطعام حتى، ولم يبقَ إلا أن يعترف الجميع أن هذه المنطقة وقعت ضحية هستيريا جماعية لا يعرف لها علاج سوى الصبر.
وبالفعل بعد 6 أشهر من انتشار هيستريا الضحك بدأ الأمر في التراجع من تلقاء نفسه واستعاد الطلاب جديتهم وعادوا إلى المدارس الـ14 التي تم إغلاقها، وحتى يومنا هذا لم يفسر أحد سبب تلك الهيستريا التي انتشرت بين الطلاب.