يًعتبر تمثال أبو الهول من أكثر الأدلة على شموخ الفراعنة وعظمتهم، فذلك التمثال يؤكد براعتهم في مجال الفنون والنقوش والنحت.
وبالرغم من أن استخدام الأهرامات كان لدفن الملوك والأمراء، إلا أن أبو الهول لم يذكر التاريخ أنه تم استخدامه إلا في حراسة تلك المقابر الشاهقة.
وزعم البعض أن أسفل أبو الهول كنوز ضخمة خلفها الفراعنة وأن مدخل تلك الممرات المؤدية للكنوز أسفل أذنه اليمنى.
وفي هذا الصدد، كشف عالم المصريات الدكتور زاهي حواس، ادعاءات صحيفة «اكسبريس البريطانية» حول وجود مدينة تحت أبو الهول وبحيرة تحت هرم خوفو، حيث ذكرت الصحيفة أن مؤرخين بريطانيين يعتقدان أن الثقب الموجود في رأس أبو الهول يقود إلى سر هائل ومدينة أثرية ضخمة، وأن هناك عدة أنفاق وممرات حول أبو الهول تؤدي إلى تلك المدينة.
وفي تصريحات صحفية له، قال «حواس» إن تلك الادعاءات لا تمت للواقع بأية صلة، وليس لها أي دليل علمي على الإطلاق، ولدينا صور للحفر الذي تم أسفل أبو الهول تبين أن «أبو الهول» صخرة صماء لا يوجد أسفلها أي ممرات.
وأضاف أنه عندما ارتفع منسوب المياه الجوفية أمام «أبو الهول» وقام في ذلك الوقت مركز هندسة الآثار بجامعة القاهرة بحفر 22 حفرة حول «أبو الهول» من جميع جوانبه بعمق 20 مترا تحت الأرض في الصخرة، ثبت بما لا يدع مجالا للشك عدم وجود أي ممرات حول التمثال أو أسفله وأنه منحوت من صخرة هضبة الهرم.
وأضاف أنه أثناء عمليات التنظيف للتمثال تم العثور على 4 سراديب داخله، وكان البعض يعتقد في ذلك الوقت بوجود سراديب أسفل التمثال بخلاف الـ 4 سراديب التي تم الكشف عنها، وهو ما لم يتم العثور عليه.
وردًا على وجود ثقب في رأس أبو الهول، أوضح عالم المصريات زاهي حواس أن تلك القصة ترجع إلى الرحالة (هيوارد فيز) عندما استخدم الديناميت للكشف عن السراديب، وتسبب التفجير في إحداث الفتحة برأس التمثال، وبعدها قام بترميم الرأس بالإسمنت، مؤكدا أنه لا خوف على الإطلاق على رأس التمثال نظرا لأنها منحوتة من الطبقة الثالثة الصلبة من جسم الهرم.
وبالنسبة لادعاءات وجود بحيرة من المياه تحت الهرم الأكبر «خوفو»، أشار إلى أن المؤرخ هيرودت «أبو التاريخ» عندما أتى إلى مصر، أخذه الدليل إلى بئر أزوريس – تحت الأرض بحوالي 20 مترًا وكان مليئا بالمياه – ولذلك قال هيرودت «إن هناك بحيرة تحت هرم خوفو».
وأكد حواس أنه عندما قام بحفر البئر اكتشف أنه خاص لعبادة الإله أزوريس، وكان التابوت موجودا داخل البئر، وأن هذه المياه بعيدة عن الهرم تماما وليست لها أية صلة بهرم الملك خوفو.
ونفى الدكتور زاهي حواس الادعاءات التي تزعم أن عمر هرم الملك خوفو يرجع إلى 15 ألف عام، مؤكدا أنه لا توجد أي أدلة تؤكد صحة هذا الادعاء، بل بالعكس لدينا الاكتشاف الأكبر وهي بردية «وادي الجرف» التي تدحض كل النظريات المشككة في عمر الهرم الأكبر، وهذه البردية هي أكبر رد على كل الادعاءات الكاذبة.