تفاصيل احتلال 10 مليار أرنب لقارة بأكملها..ما حدث كان صادم!!

هي الأزمة الأسوأ في تاريخ بلاد الكنغر، كادت ان تسبب كارثة بيئة لا يحمد عقباها وكأنها بروفة لغزوة يأجوج ومأجوج للأرض، قضت على الزراعة، وجعلت أكثر من 150 من الحيوانات البرية الأسترالية تحت تهديد الإنقراض، استنزفت ميزانية البلاد، مهددة بحدوث مجاعات ضخم.. هكذا كانت أستراليا سيطرة الأرانب، فكيف احتلت البلاد وتسببت في الكارثة؟

بدأت الأزمة عندما شعر أحد المحتلين البريطانيين لاستراليا بالملل، حيث أدار توماس أوستن ممارسة هواية الصيد، فاستورد 24 أرنبا بريا من إنجلترا، وقام بإطلاق سراحها في الغابة في محاولة منه لتشجيع رياضة الصيد التي كانت منتشرة بموطنه الأم.. لكن حدثت الكارثة.

ما بدأ كهواية تحول الى أسوأ غزو بيولوجي مدمّر لأستراليا، فمن 24 أرنبا إلى 10 مليارات خلال عشرينيات القرن العشرين، حيث كانت خصوبة تلك الأرانب عالية وعلى حسب العديد من التقارير كانت الأنثى الواحدة قادرة على إنجاب ما بين 18 و30 أرنبا بالعام الواحد.

حيث وفرت أستراليا للأرانب المكان الملائم للتكاثر بفضل تضاريسها الجغرافية وطقسها المعتدل وكميات الغذاء الوفيرة وقلة عدد سكانها مقارنة بمساحتها.

بعد التكاثر الرهيب في أعداد الأرانب، كانت تبتلع كل شيء يقع في طريقها من محاصيل زراعية والأعشاب، حيث أنه في 1950 كان الغطاء النباتي الأسترالي على وشك الانتهاء.. والسكان بدأوا في الهروب من مساكنهم بعدما غزت الأرانب منازلهم.. وكأنها قادتهم إلى محشرهم وظنوا أن القيامة قد اقتربت.

في القرن العشرين وبالتحديد عام 1901 إلى 1907، قامت الحكومة الأسترالية بوضع خُطَّة لمحاولة السيطرة على الأرانب، فقد قامت بوضع أسوار واقية لمنعها من دخول المناطق الزراعية والمسطحات الخضراء التي تتغذي عليها، ونشرات الاف الفخاخ والسموم في محاولة يائسة للسيطرة على الأعداد الهائلة.

كما أنها فتحت بابا الصيد علي مصراعيه، ولم تكتف الحكومة الأسترالية عند هذا الصد بل خصصت مكافأة مالية قدرها 4 ملايين دولار لم يجد حل لهذه الآفة، لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل

وبعد فشل كل الطرق التي نفذتها الحكومة الأسترالية في السيطرة على الأرانب وتقليص عددها، اتجهت الحكومة الأسترالية إلى استخدام الطرق البيولوجية لمواجهة الغزو.

ففي عام 1950 قامت الحكومة بنشر داء الورم المخاطي، وهو لا يصيب سوى الارانب، في البداية كانت الطريقة ناجحة، وتم التخلص من 500 مليون، ولكن سرعان ما تمكنت الأرانب من مقاومته وانتهى الأمر بالداء الخطير إلي نزلة برد خفيفة.

لم تستسلم الحكومة الأسترالية، بعد فشل المحاولة الأولى من المكافحة البيولوجية، فقامت بنشر مكون بيولوجي أكثر خطورة وهو النزفي، حيث ساعد في القضاء على أكثر من 90%، من الارانب.

كان لهذا الغزو تأثير واضح على النظام البيئي لأستراليا، حيث تسبب الرعي الجائر للأرانب لتعرية التربة وتدهورها وجعلها غير صالحة للزراعة، كما أنه أدى الي إتلاف الأرانب للمراعي مهددا بذلك وجود المواشي والعديد من الحيوانات الأخرى.

كما سجّلت كميات الغذاء بالبلاد تراجعا واضحا بمرور السنين وهو ما تسبب في إغضاب المزارعين.

Exit mobile version