فجأة اقترب القمر من كوكب الأرض متوجها إلى ما يسمى علميا «نقطة الحضيض»، فيما يُسمى ذلك العام «عام الأرنب»، فهل تمثل تلك الظاهرة مساسا بحياة سكان كوكب الأرض؟
علميا يتم تصنيف القمر على أنه الجُرم السماوي الأقرب إلى كوكب الأرض، وتشير النظريات العلمية إلى أن للقمر دورا كبيرا في تهيئة الحياة على الأرض من خلال دوره في فرض معادلة توازن بشأن الجاذبية؛ بما يضمن استمرار كوكب الأرض متوازنا حول محور دورانه.
لكن ما حدث مؤخرا يثير مزيدا من التساؤلات ففي إحدى الظواهر الفلكية التي يتناولها العلماء بالبحث والدراسة حيث اقتراب القمر من كوكب الأرض. ذلك الحدث الفلكي الذي يحدث كل مائة، ويتوقع خبراء الفلك أن ذلك الحدث لن يتكرر مرة أخرى إلا بعد ثلاثمائة وخمسة وأربعين سنة.
ويرتبط ظهور القمر بحجمه الأكبر مؤخرا بالمسافة القريبة بينه وبين الأرض، وأصدر علماء وكالة ناسا تقريرا بيانيا مفاده، أن القمر سيظهر أكبر حجما يوم العشرين من يناير لعام ألفين وثلاثمائة وثمانية وستين.
ويقيِّم العلماء دوران القمر بأنه بيضاوي الشكل وليس دائريا كما يعتقد البعض، كما يتوازى اقتراب القمر مع الأرض بحدوث محاذاة بين كوكبي الزهرة وزحل.
المخاوف القائمة من اقتراب القمر إلى الأرض على النحو المشار إليه تتعلق بتأثر الجاذبية، لأن التقديرات تشير إلى أن جاذبية القمر للأرض تتزايد مع قلة المسافة بينهما، وفق معادلات قانون الجاذبية الأرضية.
يؤدي تأثر الجاذبية الناتج عن اقتراب القمر من الكوكب إلى تزايد ظاهرتي المد والجزر لدرجة مفرطة ستكون السيطرة عليها مستحيلة مهما اجتمعت قدرات العالم البحثية واللوجستية، وستقتصر ردود الأفعال الدولية على مجرد احتواء تداعيات المد والجذر دون قدرة على مواجهته.
علميا يؤدي زيادة معدل المد والجزر إلى اختفاء العديد من المدن الكبيرة تحت سطح البحر، فضلا عن حدوث تأثيرات على الكوكب ذاته.
وتتأثر الأرض بخلل الجاذبية بما يؤدي إلى تأثر القشرة الخارجية للأرض أو ما يعرف علميا بأنه «عباءة الأرض»، بحيث ترتفع وتنخفض. وتؤدي تلك الحركة الطبيعية الناتجة عن اقتراب القمر إلى زيادة ملحوظة في معدل النشاط التكتوني؛ ما يعني وقوع العديد من الزلازل والبراكين التي قد تؤدي إلى تغير معادلات القوة على مستوى العالم.
ووفق تقديرات الخبراء فإن المسافة بين القمر وكوكب الأرض تتعرض إلى تغيير متواصل. ويفسر الصينيون أهمية القمر بأن على هيئته الحالية بداية تقويم السنة القمرية الصينية.
ويُسمى الصينيون وفق تقويمهم العام الحالي «عام الأرنب» وفق حسابات دقيقة لتوثيق التاريخ.
وترتبط سلامة سكان كوكب الأرض حالة قوة اقتراب القمر من الكوكب بمدى الاستعدادات اللوجستية والقدرة على التنبؤ ومباشرة إجراءات الإخلاء في المناطق المتوقع تضررها على مستوى العالم.