لطالما اختلف العلماء حول أصله ووجوده وبداية خلقه ، هل كان من الجان أم أنه كان من الملائكة ..خصوصا قبل أن يعصى الله سبحانه وتعالى، إنه إبليس الذي قيل عنه إنه امتلك ما بين الأرض والسماء، ولكنه في النهاية طرد من رحمة الله ليفسد البشر، ما حقيقته وما أصله؟ ..سأحكي لكم في التقرير التالي:
من الموضوعات التى تناولها التراث الإسلامى كثيرا ما يتعلق بخلق الشيطان ومكانته عند الله، وعلاقته بالجان قبل صدامه مع سيدنا آدم.
فلطالما اختلف العلماء حول طبيعة إبليس وهل كان من الجان أم كان من الملائكة ، ووردت العديد من الروايات حول أصل ابليس لكن لم يتم الجزم بصحة إحداها.
الرواية الأولي
من أكثر الروايات شهرة هذه الرواية التي ذكرها العديد من المؤرخين والعلماء، منها ما ذكره السدي في كتابه التفسير عن أبي مالك رضى الله عنه.
أنه لما فرغ الله من خلق ما أحب، استوى على العرش، فجعل إبليس على ملك الدنيا، وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجان، وإنما سموا الجان لأنهم خُزان الجنة، وكان إبليس مع ملكه خازنًا، وكان يشعر أن الله أعطاه هذه الميزة على الملائكة مما جعله يشعر دوما أنه كان مميزا.
وأن الجان لما أفسدوا فى الأرض، حيث كانوا يعيشون على الأرض قبل البشر وبعد المخلوقات الأولى التي سكنت الأرض مثل الحن والبن، الله إليهم إبليس ومعه جند من الملائكة، فتخلصوا منهم، وأجلوهم عن الأرض، إلى جزائر البحور.في حين ذكر إسحاق بن الحجاج إِنَّ الله خلق الملائكة يوم الأربعاء والجان يوم الخميس وسيدنا آدم يوم الجمعة.
و كان اسم إبليس قبل أن يرتكب المعصية عزازيل، وكان من سكان الأرض، ومن أشد الملائكة اجتهادًا، وأكثرهم علمًا، وكان إبليس من أشرف الملائكة، وأكرمهم قبيلة، وكان خازنًا على الجنان، وكان له سلطان سماء الدنيا، كما كان له سلطان الأرض. وأطلق عليه البعض لقب طاووس الملائكة.
وأنه لما تخلص من الجان الذين عصوا الله، وأفسدوا في الأرض وشردهم، أعجبته نفسه ورأى في نفسه أن له بذلك من الفضيلة ما ليس لغيره فأصابه الغرور ورفض السجود لسيدنا آدم عليه السلام.
الرواية الثانية
في حين تبنى مجموعة من المؤرخين رواية أخرى، فقال الحسن البصرى أن إبليس لم يكن من الملائكة ، وأنه هو أصل الجان، كما أن آدم أصل البشر.
وقال شهر بن حوشب، وغيره: كان إبليس من الجان الذين طردتهم الملائكة، فأسره بعضهم، وذهب به إلى السماء.
فما أن نفخ الله فى آدم من روحه، وأمر الملائكة بالسجود له، دخل إبليس منه حسد عظيم، وامتنع عن السجود له ، وقال: أنا خير منه، خلقتني من نار، وخلقته من طين.
فخالف الأمر واعترض على الرب عز وجل، وابتعد من رحمة ربه، فحلت عليه اللعنة وأنزل من مرتبته، التي كان قد نالها بعبادته، وكان قد تشبه بالملائكة، ولم يكن من جنسهم لأنه مخلوق من نار، وهم من نور.
هل كان إبليس قاضيا في الأرض ؟
ومن أغرب الروايات هذه الرواية والتي قيل فيها ان الجان كان يعيش قبل آدم، فبعث الله إبليس قاضيا يقضي بينهم، فلم يزل يقضي بينهم بالحق ألف سنة حتى سمي حكما
وسماه الله به، وأوحى إليه اسمه، فعند ذلك دخله الكبر، فتعظم وتكبر وبدلا من أن يحكم بالعدل كان سببا في بث الكراهية بينهم
فتنازعوا عند ذلك في الأرض ألفي سنة وساد الفساد في الأرض فأراد الله سبحانه وتعالى أن يعاقبهم
فنزلت صواعق من السماء فقضت عليهم.
فلما رأى إبليس ما نزل بقومه من العذاب عرج إلى السماء، فأقام عند الملائكة يعبد الله في السماء مجتهدا وكان الأكثر عبادة وتقوى ، فلم يزل مجتهدا في العبادة حتى خلق الله آدم، وعصى ابليس ربه
وايا كانت الرواية الصحيحة يظل أمر ابليس أو أصله غامضا ولكن ما نحن واثقون منه أن الله سبحانه وتعالي لم يخلق مخلوقا شريرا أو فاسدا ولكن بسبب سلوك ابليس وعصيانه لربه تحول إلى الشيطان وفسد البشر.