لماذا ترك هؤلاء السوريون مصادر دخولهم، وقرروا التفرغ لها وحدها بقية أعمارهم؟ وكيف سحرت هذه الحبيبات أعين الذين
جاهروا بها حتى اعتكفوا عليها ليلا نهارا في مواضع نومها البعيدة عن السكان؟
عاشوا سنوات عمرهم الأولى في أعمالهم العادية.. يقضون أيامهم الشهر وراء الشهر ، التزام كامل بساعات الدوام والاستجابة الكاملة لأوامر المدراء.. انتظارا للحصول على المستحقات المحددة في نهاية كل شهر ومنهم من كان ينتظر المكسب اليومي من مشروعه الشخصي.. وما بين دخول متذبذبة، وصبر على أحوال متقلبة حدثت مفاجأة غيرت حياتهم.. من خلال طقوسهم التي تسمى «اعتكاف الحبيبات»..فيما هي حكاية هؤلاء السوريين مع المهنة الجديدة؟
مصادر الإلهام في المواقع الهادئة
كانت البداية مع شاب يجلس على الرمال ، قضى ساعات طويلة في التأمل في أحد المواقع المعروفة بالهدوء.إن الأجواء في هذه الأماكن اعتبرها كثير من المبدعين السوريين الذين حصلوا على جوائز في كتابة الشعر والأدب.. مواقع إلهام مقدسة
ربما لأنهم حققوا منها مرادهم في تأليف الإبداعات التي تم تكريمهم عليها.. لكن ظهر في هذه المواقع أشياء أهم من الشعر
مفاجأة في الرمال
في ذات الموضع الذي جلس فيه الشاب السوري يخط الرمال بيديه أخذ يحمل منها حفنة ويذرها يمينا ويسارا ، لكن هذه الحبيبات من الرمال ثقلت فجأة في يد ذلك الشاب.. وكان عليه التوقف قليلا للتحقق من طبيعة الرمال التي لمس خشونتها بين يديه.. وقرر استدعاء زملائه
الرمال الخشنة
أسرع الشبان إلى زميلهم إلى ذلك الموقع بعد أن ذهبت الظنون بعقولهم بعيدا حاول الشباب طمأنته بكل الطرق وأخبروه أنهم في كل الأحوال معه.. لكنهم لم يتركوا ذلك الموقف يمر بسلام.. فأي رمال تلك التي أصبحت خشنة في يد من يلمسها .وكيف ثقلت في أياديهم بهذه الطريقة؟
العقل أولى من اللجوء إلى الجان
في البداية استبعد هؤلاء الشباب فرضيات ظهور الجان في هذه المواقع واتفقوا على أن ربط أي تحليل من المفترض أن يكون علميا بهذه التصورات الغرائبية لن يكون مجديا ، تجرأ أحدهم وبدأ يفرك الرمال بيديه حتى طمأن زملاءه وفي نفس الوقت أخبرهم باكتشاف مريب.. فماذا وجدوا في هذه الرمال؟
الحبيبات الغامضة
لقد صدق ظن الشاب السوري وبالفعل تبين له أن في قلب هذه الرمال حبيبات غامضة متماسكة قيل إنها قطع من الأحجار الصغيرة.
أو بقايا من الصخور لكنها لم تكن كذلك ولم يكن لها أي مذاق ملحي.. هي قريبة في الهيئة واللون من الرمال لكنها ليست من الرمال وإن كانت قد امتزجت بها تماما..
أدوات الغربلة الخاصة
أسرع الشباب السوريون إلى المناطق السكنية القريبة واتفقوا فيما بينهم على شراء أدوات للغربلة من دون الإعلان عن طبيعة هذه المواقع.
لتجنب الدخول في خلافات على أولوية الحصول على هذه الرمال.. وبدأوا تقسيم أنفسهم مجموعات صغيرة يختص كل فريق منهم بمهمة محددة.
هذا يجلب الرمال العجيبة وهذا يتولى عمليات الفصل بين الرمال والحبيبات النادرة.. إلى أن اكتشفوا أنها حبيبات من الذهب وأصبحوا من الأثرياء بتلك المهنة الجديدة.