بابا ياجا فى نظر البعض هى جدة الشيطان وأم الأرض، وأحيانا تكون المشعوذة الطيبة التى تقدم المساعدة للمحتاجين إذا كانوا يستحقونها بالفعل، وتظهر البابا ياجا فى القصص السلافية القديمة ، حيث كانت مسيطرة على معظم أساطيرهم وتجسد صفات المشعوذة فى معظم القصص الشعبية، فمن هي هذه المرأة وما هي حكايتها؟ سأحكي لكم في التالي:
في القصص الخيالية، عادةً ما تلعب النساء في سنّ معينة دورين لا ثالث لهما: الأعمال السفلية المخيفة أو زوجة الأب الشريرة، وفي بعض الأحيان، كلاهما ، ومن هذه الشخصيات الأسطورية شخصية بابا ياجا.
فكثيرا ما تحدثت الأساطير عنها، ورويت عنها العديد من القصص والحكايات المخيفة، لقد كانت رمزا كبيرا لواحدة من أخطر المشعوذين في القرن الماضي ، بل وإن اسمها وحده كان كفيل بإثارة الرعب في قلوب من يسمعه.
وحديثا صدر كتاب عن تلك الشخصية المركبة، ويحلّل الجانب الذي يمكن وصفه بأنه نسوي فيها.حيث وصفها بشخصية رئيسية في الفلكلور السلافي.
و تستوفي بابا ياغا من دون شكّ كل مقوّمات المشعوذة، إذ أنها تعيش في كوخ في الغابة، يتحرّك على أرجل تشبه قوائم الدجاج، ويرتفع قليلاً فوق مستوى الأرض، في بعض الأحيان، ليطير، وغالباً، تظهر على شكل عفريتة أو حيزبون، تخيف كل من يعترض طريقها ولو بالصدفة
وفى معظم القصص عن بابا ياجا لا يسلم من أذاها إلا نوع محدد من البشر وهم أصحاب القلوب النقية ، هولاء فقط يكونون محصنين ضد بابا ياجا او على أقل تقدير لديهم فرصة للنجاة والاستفادة من جانبها الخير.
جاء ذكر بابا ياجا للمرة الأولى فى كتاب قواعد اللغة الروسية فى عام 1755 للكاتب ميخائيل لومونوسوف وشرح كلمة بابا ياجا بمعنى الأم أو الجدة او السيدة العجوز ، وأقرب ترجمة هى العجوز الشريرة .
بابا ياجا لها العديد من النسخ المختلفة عن بعضها ، فهي تارة عجوز شريرة تقوم بالتهام المسافرين عبر الغابة، وحينا هي ثلاث ساحرات شقيقات يحملن جميعا اسم بابا ياجا ، وفي حكاية ثالثة تظهر بابا ياجا كساحرة المستنقع الطيبة التي تقوم بمساعدة من يحتاج إليها ولكن بشرط ان يكون يستحق فعلا هذه المساعدة ، وفى هذه القصة تقوم بابا ياجا الطيبة باختبار من يحتاج لمساعدتها ، ولتتأكد من ذلك تكلفه بحل ألغاز وأداء بعض المهام فإذا نجح فى حل اللغز وأداء المهمة تكافئه بطريقة فريدة ممكن أن تغير حياته.
تبقى قيمة أسطورة بابا ياغا ثابتة بمرور الزمن، وقد صدرت حديثاً مجموعة قصصية باللغة الإنجليزية بعنوان “في الغابة”وتضمّ 23 قصة تعيد تأويل الشخصية، بقلم كاتبات رائدات في مجال الرعب.
