حكاية بغلة الظلام وهل هي أسطورة أمازيغية أم حقيقة واقعية ؟

في الليالي الباردة، يكثر الحديث عن الأساطير المخيفة والمرعبة، وفي ليالي المغرب الشتوية يتذكر الكثيرون حكاية تلك البغلة، ذلك الكيان الشرير الذي يستهدف الرجال ويحاول الانتقام منهم .
قيل إنها نصف امرأة ونصف بغلة، وقيل إنها تمسك ضحاياها بسلاسل حديدية..إنها أسطورة أمازيغية غريبة لازالت تعيش في وجدان المغرب العربي،فما هي أصلها وحكايتها؟

ما هي بغلة الظلام ؟

أحد أكثر الأساطير المنتشرة في المغرب العربي ، يقال أنها تسكن المدافن والجبانات فقط ، وتعيش أيضا في الهضاب العالية البعيدة.
ويقال إنها كائن غريب، كيان غير معروف يسكن المدافن ويتربص لضحاياه، يقال أنها تختار ضحاياها بعناية فائقه فليس كل الناس ضحايا لبغلة المدافن

ويقال إن كل من يقع في يد بغلة المدافن لا يعود مثلما كان، حيث أنها تتربص بهم ثم تأخذهم إلى الهضاب العالية.
البعض منهم يعود مرة أخرى ويقول إنه رأى بغلة المدافن، لكنه لا يعود مثل ما كان فالبعض يفقد صوته من الصراخ،
والبعض الآخر يفقد نظره والبعض الآخر لا يتذكر ما رآه، ولكن يتوه عقله ويجن جنونه ويدعي أنه رآه في الأحلام.

كيف يكون شكلها

كل من رأى بغلة المدافن تحدثوا عن أن لها شكلا وهيئة معينة، فهذا الكيان الغريب يتطاير الشر من عينيه فدائما عيناه حمراوان ويحدث جلبة وضوضاء قبل أن ينقض علي الضحية . كما أنك تسمع صوت السلاسل الحديدية، التي يقيد بها ضحاياه ، كيان شرير لا أحد يعلم هل هو أسطوره أم حقيقة؟

ما هي حقيقتها

يحكي الكثيرون أن أصل بغلة المدافن يعود إلى امرأه كانت أرملة، في منطقة سوس بالمغرب العربي وكانت تعيش في القرن الثامن عشر.
وهناك توفى زوجها ويقال أن النساء يجب أن يلتزمن بما يسمى حق الله، بعد فترة وفاة زوجهن وهو أن يرتدين الأبيض، وأن لا يعاشرن أي رجل آخر، وأن لا تغادر بيتها خلال فترة العدة ، لكن هذه الأرملة نقدت عهد حق الله وخالفت كل أصوله.

فكان جزاؤها لعنة أبدية حولتها على شكل جان كبغلة المدافن، نصف بغلة ونصف امرأة حسب من يدعون وجود هذه الأسطورة، وجعلتها حبيسة هذه المدافن تجول فيها ليلا وتعيش في الهضاب.
وتحفر مدافن لضحاياها أحيانا وتقوم بدفنهم، وعند الفجر تعود إلى هيئتها البشرية وإلى مرقدها مرة أخرى بعد أن تكون قد انتقمت من ضحيتها .

 تستهدف الرجال

لازالت قصة بغلة المدافن متداولة حتى الآن في المغرب العربي، ويعتقد الكثيرون أنها تستهدف الرجال فقط ، لذلك كثير من رجال المغرب العربي يخافون من الذهاب إلى المدافن ليلا، أو البقاء بجوار المدافن فترة طويلة.
وقيل إنها قد تتشكل ليلا أيضا في هيئة رجل أو امرأة تطلب المساعدة بالقرب من المدافن .مما جعل الأمر مخيفا خصوصا في الطرق المهجورة ، والأمر لا يتعدى أكثر من مجرد خرافة أو قصة حيكت حول امرأة ، لسبب لا أحد يعلمه وربما لتحريم العلاقات خارج إطار العدة الشرعية
وأصبحت قصتها عبرة تتناقلها الأجيال ، ومازالت الحكاية تتأرجح بين الحقيقة و الأسطورة.

Exit mobile version