هى أحد أهم القضايا التى ظلت حبيسة الأدراج لمدة 35 عاما، قصة بطولة ضابط شرطة مصرى وقاضى، تسببا في تحرك وزير خارجية أمريكا من مكانه لأجل إقناعهما بالتخلى عن موقفهما في قضية مستر إكس الحقيقي.. ماذا حدث ولماذا أدى المارينز التحية العسكرية للضابط المصرى؟
كشف حسين عبدالقادر محرر شئون الجريمة بموقع مصراوي، تفاصيل تعلن لأول مرة وظلت حبيسة الأدراج لمدة 35 عامًا، وممنوعة من النشر لأن وقت حدوثها كان دقيق ومن الممكن أن يتسبب في حرج دبلوماسى مع الولايات المتحدة الأمريكية.
تعود تفاصيل قصتنا اليوم إلى عام 1991، عندما أرسل الإنتربول الدولى نشرة حمراء عاجلة إلى مدير الإنتربول المصرى يطلب خلالها بشكل عاجل بضرورة البحث عن شخصية معينة وحدد أوصافها مطالبا بضرروة الحذر عند التعامل معه حيث تطلب الولايات المتحدة الأمريكية القبض عليه.
وعلى إثر النشرة استدعى مدير النشرة الضابط الشاب جمال عثمان وسلمه النشرة الحمراء، وعلى الفور بدأ بالاتصال بالفنادق ليتساءل عن الأوصاف الموجودة بالنشرة.
وجاء الرد من فندق رمسيس هيلتون، أن هذا الشخص بالفعل موجود لديهم وأنه حجز جناح ملكى مع سكرتيرته الخاصة، وعلى الفور تحرك الضابط إلى الفندق مع القوة الخاصة به، ونجح في إقناع النزيل الأمريكى بأن أوراق دخوله من المطار كانت ناقصة وأنه يجب عليه الذهاب معهم لاستكمال هذه البيانات.
ففهم النزيل أن الأمر انتهى وأنه سقط فى قبضة الشرطة، فطلب تجهيز حقيبة ملابسه، ولكن لم يتركه الضابط، وصعد معه إلى غرفته إلى أن انتهى وأخذه إلى مقر الإنتربول.
وتم إرسال إشارة إلى الانتربول الدولى أنه بالفعل تم إلقاء القبض على المطلوب، وتم اخذ المتهم إلى قسم الشرطة التابع له قسم شرطة قصر النيل، لحين عرضه في الصباح على النيابة العامة.
ومع عرضه على النيابة كانت هناك البطولة الثانية لقصتنا اليوم بعد الضابط الشاب جمال عثمان.
حيث أنه فى ذات الوقت وصلت طائرة أمريكية عليها قوة كبيرة من جنود المارينز لتسلم الأمريكى المطلوب، ومعهم ملف الاسترداد.
فأثار هذا الأمر غضب الضباط لأنه كان لابد أن يكون تنسيق مع الانتربول المصرى، كما أن أمريكا لها سجل أسود فى تجاهل طلبات الجانب المصرى فى القبض على المطلوبين.
واستشعر الضابط جمال عثمان، أهمية المتهم الذى بحوزة مصر، لاسيما أن طلب القبض عليه جاء من وزير الخارجية الأمريكى بنفسه، وبالتالى هذا متهم غير عادى، وبإعادة تصفح ملفه فوجئ أن هذا المتهم يملئ هو كوهين زعيم إحدى المنظمات غير الشرعية الأمريكية وأن اسمه ملئ السمع والأبصار فى أمريكا، وأن واشنطن رصدت 5 مليون دولار لمن يقبض عليه أو من يعطى معلومة تسهل القبض عليه، وأن أمريكا كانت تشير إليه دائما بمستر إكس.
وبالتالى فهم أن أمريكا أصبحت فى قبضة مصر بعد أن كانت تتجاهل دائما مخاطبات الإنتربول المصرى.
وفى اليوم التالى توجه إلى مكتب النائب العام البطل الثانى فى قصتنا ليصدم بأنه صدر قرار بتسليم مستر إكس إلى الجانب الأمريكى فاستأذن ودخل إلى مكتب رئيس النيابة المستشار هاشم قراعة وشرح له الموقف، وأن الموضوع يخص كرامة البلد وأنه فرصة للرد على تجاهل الجانب الأمريكى لطلبات الإنتربول المصرى.
وبعدما فهم المستشار هاشم قراعة، الموقف، قام بتزيق قرار التسليم وأصدر أمره بأن يتم حبس المتهم 4 أيام وإلزام الجانب الأمريكى بتقديم الأسباب التى تستند عليها للقبض على المتهم، وإذا لم تقدم هذه المستندات يتم الإفراج عن مستر إكس من محبسه.
ومع تسرب القرار إلى السفارة الأمريكية فى القاهرة، تم الضغط بشدة لتسليم مستر إكس إلى السلطات الأمريكية، ولكن تمسك بقراره، وعلى الفور شرعت السلطات الأمريكية فى البحث عن أى مخرج، حتى وصلوا إلى اتفاقية كانت الدولة العثمانية خلال سيطرتها على مصر وقعتها مع أمريكا لتسليم المتهمين، لتكون هذه المخرج لتسليم مستر إكس، إلا أن هذه الاتفاقية أيضا كان لها جانب إيجابى لمصر حيث بمقتضاها تسلم أمريكا أيضا المطلوبين لديها.
وبالفعل صدر القرار لتسليم مستر إكس إلى طائرة المارينز، وسلمه الضابط جمال عثمان، وأصدر قائد المارينز تعليماته لجنوده بإعطاء الضابط المصرى التحية العسكرية فاصطف الجنود الأمريكان لتقديم التحية العسكرية للضابط جمال عثمان، الذى حافظ على حقوق مصر.