يملؤها عبق التاريخ وأساطير الأندلس، قيل عنها أنها من أغرب وأقدم مدن العالم،وكانت مكانا سريا وضعت فيه طاولة سليمان، التي لا يعرف أحد أين هي الآن، بل ووصل الأمر إلى رسم أغرب الطلاسم على باب المدينة، فما حكاية مدينة طليطلة الإسبانية أغرب وأقدم مدن الأندلس.
تاريخ طليطلة
تعد طليطلة إحدى مدن إقليم الأندلس الإسباني، وتقع على بعد 70 كم متراً إلى جنوب العاصمة مدريد، وهي واحدة من المدن التي كان لها وقع تاريخي في الماضي العربي هناك.
وتقع المدينة على قمة تلة فوق إحد منعطفات نهر تاجوس، في جو مهيب من الجمال والتاريخ والأناقة الساحرة.وقد كانت هذه المدينة عاصمة إسبانيا في العصور الوسطى، وينظر إليها في الوقت الحاضر على أنها نصب تذكاري وأحد مواقع التراث العالمي.
أساطير وعبق التاريخ
لكن خلف هذه المدينة العتيقة، هناك أسطورة من أغرب الأساطير، وهي أسطورة طاولة النبي سليمان، حيث يقال إنها كانت توجد في الأصل في بيت المقدس، وأن الإمبراطور الروماني “تيتو” حملها معه من هناك عند غزوه بيت المقدس سنة 70م.
وقد انتهى بها المطاف في مملكة القوط بشبه الجزيرة الإيبيرية، وعند دخول قوات طارق بن زياد، طليطلة عاصمة القوط على إثر وفاة لودريق، استولى عليها ضمن بقية الغنائم.
وكانت هذه الطاولة، سبباً في النزاع الذي نشب بينه وبين موسى بن نصير،حيث زعم كل واحد منهما أنه هو الذي عثر عليها.
وتذكر بعض المصادر العربية أن الفاتحين عثروا عليها داخل القصر الملكي بطليطلة، بينما تذكر مصادر أخرى أنهم عثروا عليها “ببيت المزاليج”.
ويقول القزويني إن المسلمين نقلوها معهم إلى المشرق، بل ويذهب إلى حد القول بأنهم أزالوا منها أحجارها الكريمة ليزينوا بها الكعبة المشرفة
المكان الطاهر الذي يستحق أن توضع به أشياء النبي سليمان عليه السلام.وحتى الآن لا يعرف أحد أين هذه الطاولة
طلاسم لحماية المدينة
ويقال أيضا أن عدداً من المدن الأندلسية، كانت بها طلاسم تحميها من الغزاة منها مدينة طليطلة، و لتحقق فاعليتها كانت توضع بأبواب المدن، أو على أسوارها، فتأثيرها القوي يجعل المدينة في حماية من الغزاة، حتى ولو لم توضع في هذين المكانين.
وكانت الطلاسم تحمي المدن كذلك من الحيوانات الضارة.ويتحدث المؤرخ القزويني، عن طلسم يحمي المدينة من الجراد
ويوجد بكنيسة المدينة، وكان شكله يشبه شكل الجراد، وقد صنع من الذهب الخالص.
وبعد سرقته تعرضت المدينة، لاجتياح الجراد بالفعل، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قيل أيضا أن هناك أسطورة صنم قادس، والذي شيده هرقل، وتسميه المصادر العربية كذلك، منارة قادس، وهو الصنم الجاثم بجزيرة قادس،
يحذر البحارة والتجار من مغبة الإبحار في بحر الظلمات، وكان بيده مفتاح أحكم به إغلاق أبواب هذا البحر، الذي لم يصبح بالإمكان دخوله إلا بعدما سقط المفتاح من يد الصنم.
كما تجد خلف أسوار المدينة القديمة، شوارع ضيقة مرصوفة بالحصى، وأزقة تضم بين جنباتها موروثاً ثقافياً، ومعمارياً هائلاً، من بينها قلعة رومانية يعود تاريخها إلى 2000 عام.
وقد اتخذ القوطيون الغربيون من مدينة طليطلة، عاصمة لهم في القرن السادس، وكانت في العصور الوسطى مكانا لتجمع، المسلمين والمسيحيين وغيرهم، مما نتج عنه اندماج متناغم من تأثيرات الديانات، فهل سمعت عن مدينة طليطلة من قبل، وهل ترغب في زيارتها ؟