كيف تحولت حياة ذلك الصياد الذي خرج يوما للحصول بالكاد على قوت يومه فوجد المفاجأة؟ إنها نقلة مفاجئة غيرت حياته تماما إلى النقيض ليكون واحدا من ملوك الثراء بعد أن اصطادت له شباك الحظ ما لم يكن في حسبانه من عرض البحر؟ تعالوا نتعرف على واحدة من أغرب قصص الثراء التي تحالف فيها السعي مع الحظ في آن واحد.
لا زالت الكنوز المستترة والمعادن التي تفوق أسعارها الذهب مصدرا للثراء .إنها مصادر المال المتدفقة بالخير والعطاء من باطن الأرض ومن أعماق البحار.
أما حكايتها مع ذلك الرجل فقد بدأت برحلة صيد عادية.. لم يكن بحسبان صاحبها ذلك.إنه الصياد التايلاندي «ناررونغ بيتشاراج» الذي خرج إلى البحر ليصطاد كعادته.
كانت رحلة «بيتشاراج» عادية جدا وأشرق عليه صبحه كأي يوم عادي ، كل ما كان يرجوه ذلك الصياد فقط الحصول على قوت يومه من رحلته لعرض البحر.
خرج إلى البحر وما من زاد معه إلا الصبر والانتظار لعل شباكه تُخرج له ما يريد .وهناك كانت المفاجأة التي لم يتوقعها يوما في حياته.إن الشبكة قد ثقل حملها وخرجت بمفاجأة غيرت حياة الصياد وعائلته.. فماذا حدث؟
جسم غريب في عرض البحر
لقد وجد الصياد التايلاندي «ناررونغ بيتشاراج» ثقلا في الشبكة وأخذ يتساءل بينه وبين نفسه. لعلها سمكة أو كائن بحري غير الحمولة المتوقعة لتلك الشبكة، وربما علقت شبكته في جسم غير مرئي في عرض البحر .
لكن تلك الروايات التي ساقه ظنه إليها جميعها أصبحت واهية بعد استخراج الشبكة .إن الجسم الذي أثقل الشبكة كان بشرة الخير لذلك الصياد ليودع حياة المعاناة .
كان على ناررونغ أن يتأهب لوداع حياته الصعبة إلى الأبد بعد أن أصبح الرجل على موعد مع الحياة الجديدة .. التي سيكون الصيد فيها بالنسبة له مجرد هواية .
لن يكون عليه بعد الآن الاستيقاظ مبكرا وإمضاء يومه كاملا في عرض البحر.إن المادة التي خرجت في شباكه تقدر بثمن كبير سيضمن له الربح والثراء للأبد ، لأن الأرباح المتوقعة من العثور على تلك المادة تفوق أسعار الذهب.إن مجموع ما تم العثور عليه من تلك المادة الثمينة يقدر بمليون دولار.
تعددت الأسماء والمكاسب واحدة
تعددت أسماء تلك المادة لمسمى واحد يعرف العالم ثمنه وإن اختلفت تسميته .إنه «الذهب العائم» والذي يسمى في بعض الدول بالعنبر، ويعرف أيضا بأنه «قيء الحوت»، وقد ابتسمت حياة الثراء لذلك الصياد الذي عثر على كمية كبيرة منه وصل مجموع الكميات التي حصل عليها من تلك المادة إلى ثلاثين كيلوغراما.
وما بين غمضة عين وانتباهتها تسبب «قيء الحوت» في نقلة مفاجئة لذلك الصياد من رحلات البحث عن الطعام إلى حياة الثراء والمال الوفير لتروي منطقة ساحل «نيوم» في تايلاند قصة من أغرب قصص الثراء التي كان ذلك الصياد بطلها الأول. .. لكن السؤال فيما تستخدم تلك المادة حتى تباع بذلك الثمن؟
تتسابق عليها الشركات العالمية
تخرج تلك المادة من فم حوت يسمى «حوت العنبر» ، وهي مادة لا يمكنه هضمها ، فيلفظها في مواقع بحرية محددة وهي المادة الأكثر طلبا لدى أكبر شركات العطور في العالم.. ولعل ذلك يفسر سبب ارتفاع أسعارها إلى ذلك الحد، حيث تعد تلك المادة عامل الثبات الأساسي في صناعة العطور الأغلى على مستوى العالم..فيالعجائب الأرزاق!