قرية نساءها ذوات أقدام صغيرة للغاية، بل حتى أصغر من أقدام الرضع ناعمي الأظافر، وراء هذه الظاهرة سر دفين ابتكره أجداد القرية في قديم الزمان.
ترى ماهي تلك القرية وأين توجد؟ وما هو السر الذي جعل من أقدام نساءها ظاهرة تستحق الدراسة، ولغزا مبهما يحتاج إلى إجابة؟ تعرف معنا في التقرير التالي
قرية زراعية صينية معزولة يقطنها مجموعة من الفقراء ذوي الحاجة، إذا نظرت للنساء هناك ستجد شيئا غريبا غير معهود، فنساء تلك القرية يتمتعون بأقدام صغيرة جدا تكاد تنافس أقدام من لا تتجاوز أعمارهم الـ4 أعوام.
السر وراء تلك الظاهرة الغريبة ليس مبهجا على أي حال، تبدأ القصة في الصين القديمة حيث كانت الأقدام الصغيرة معيارا من معايير الجمال داخل القرية.
ولذا كانت الأمهات يتلفن أقدام بناتهن عن قصد، ويبدؤون في ضرب أقدامهن لئلا تنمو وتكبر وتظل على حالها صغيرة “جميلة” كما يعتقدون.
وبالتالي فإن هؤلاء الفتيات اللاتي لا تتعدى أعمارهن الثلاث سنوات، كانوا يجبرن على تحمل الألم الناتج عن عملية «تصغير القدم» سيئة السمعة، وبذلك كانت نصف نساء الصين القديمة تقريبا ذوات أقدام مشوهة أو «جميلة»، بحسب إعتقاد أهل القرية على أي حال.
وعلى الرغم من انتهاء تلك العادة من أكثر من 90 عاما، فإنه ما يزال بيننا شواهد حية من ذوات الأقدام الصغيرة تعيش بيننا الآن، حتى أنه كان يوجد مصنع أحذية مخصوص يشرف ويعمل على إنتاج أحذية مخصوصة لذوات الأقدام الصغيرة، ولكنه أغلق في عام 1999.
الأقدام الصغيرة في الصين كانت تسمى بـقدم اللوتس، لشكلها الذي يقترب من زهرة اللوتس، بينما كانت الأقدام الكبيرة محل سخرية وازدراء بين ويُنظر لصاحبتها بأنها من عامة النساء، والآتي لا يمكنهن تحمل رفاهية قدم اللوتس.
لم تكن عملية طي الأقدام عملية إجبارية في كل الأوقات، بل كانت تسبقها محاولات إقناع تهدف لتعزيز الاستعداد النفسي لدى الفتاة التي ستخضع لتلك العملية القاسية.
مع إقناعها بالطبع أن هذه العملية ستكون لمصلحتها الخاصة، وستفتح أمامها آفاقا جديدة للزواج مستقبلا.
ثم بعدها تغسل القدمين جيداً، وتقص الأظافر ويتم طي جميع الأصابع عدا الإصبع الأكبر، ثم تضميد باقي الأصابع مع الكعب، ومحاولة تقريبهم من بعض قدر الإمكان.
وكانت تلك العملية تسبب ضمورا في الحركة لأسابيع، وبغض النظر عن السلبيات التي تحملها على القدم، فإن رائحة أقدام الفتيات تكون كريهة للغاية خلال فصل الصيف بسبب القيح.
بينما في فصل الشتاء كانت تتجمد أقدام الفتيات بسبب نقص تدفق الأكسجين في أجسادهن.
مع ضغط شديد على أفخاذهن وأردافهن مما يؤدي لانتفاخهما وإصابة الساقين بالاعوجاج مما يسبب ضررا مستديما لا يمكن التخلص منه مع مرور الزمن.
وتُرجع الأساطير تلك العادة الغريبة إلى راقصة صينية جميلة تُدعى «يو»، وبعد تأديتها لرقصتها الشهيرة ذات مرة كانت ترتدي حذاءً صغيراً على شكل زهرة اللوتس الذهبية.
وبالطبع أُعجب الرجال بحركاتها الراقصة، وشكل قدميها الصغيرتان، ومن هنا أصبحت رمزاً للجمال في الصين كلها بعدها.