سافر لأتفه الأسباب..قصة الرجل الذي أثار جنون شركات الطيران الأمريكية

تخيل أن تسافر إلى لندن لتتناول وجبة الإفطار، ثم إلى نيويورك لتلحق وجبة العشاء، وبينهما تتناول الغداء في الطائرة، ثم في اليوم التالي تكرر الأمر مرة أخرى وكل هذا من غير أن تدفع دولارا واحدا فقط؟! قصة اليوم عن رجل فعل كل هذا وأصاب شركات الطيران الأمريكية بالجنون التام.

بداية القصة

في عام 1981 تكبدت شركة الطيران الأمريكية خسائر فادحة قُدرت بـ حوالي 78 مليون دولار، وفي محاولة منها التغلب على تلك المشكلة، قررت الشركة اعتماد “خطة عبقرية” لـحل الأزمة.
تمثلت الخطة في عرض تذاكر ذهبية للسفر مدى الحياة درجة أولى على متن طائراتها، وكانت تذكرة السفر فعلا لا محدودة.
أي شخص يحمل تلك التذكرة باستطاعته أن يسافر على متن الرحلات في أي وقت شاء، إلى مكان يريد، وبعدد المرات الذي يحلو له، فقط عليه أن يدفع 250 ألف دولار ثمنا للتذكرة الذهبية، وإذا أراد مرافقا معه فسيكلفه ذلك 150 ألف إضافية.
كانت الفكرة وراء ذلك أنه ومهما كانت تكلفة السفر الذي سيسافره شخص ما خلال حياته فإنها لن تتعدى الـ 350 ألف دولار.
لكنهم لم يعلموا حينما أتوا بتلك الفكرة أن هناك شخصا سيستخدم تلك الفكرة ضدهم على أسوأ نحو ممكن.

 سيف روفستين

شخص أمريكي يدعى روفسيتن سيستخدم حيلتهم ضدهم على نحو لن يصدقوه. بدأ روفستين بشراء كلا من تذكرتي السفر الذهبية وتذكرة المرافق بـحوالي 383 ألف دولار أمريكي.
وفي الـ 21 عاما التالية كان روفستين قد سافر ما يزيد على عشرة آلاف رحلة طيران كاملة. فقد كان يسافر لأتفه الأسباب، ففي بعض الأحيان يسافر من أجل وجبة طعام لذيذة ويرجع في نفس اليوم، وأحيانا يسافر من أجل مشاهدة مباراة لكرة القدم.
وكان يأخذ معه أحد المشردين كمرافق له من اجل إرجاعه إلى بلاده، وأحيانا كان يقوم بحجز مقعد ولا يسافر، وأحيانا يحجز مقعد المرافق دون أن يكون معه مرافق فيستفيد من المقعدين.
بل وصل به الأمر أن يسافر إلى مونتاريال بـكندا صباحا فقط لشراء وجبة طعام لا يتجاوز سعرها خمسين دولار لزوجته، ثم يعود مسرعا في طائرة أخرى قبل وقت الغداء.
حفظ موظفو شركة الطيران اسمه وشكله وبعد مرور واحد وعشرين سنة، كان روفستين قد أكمل فيما يقارب من 1000 رحلة لمدينة نيويورك فقط، و500 لمدينة سان فرانسيسكو ولندن ولوس أنجلوس كلا منهم على حدى.
وجدت الشركة نفسها أمام خسائر مقدرة بـ حوالي 21 مليون دولار بسبب روفستين فقط، وكان لابد من اتخاذ قرار بشأنه. فقررت بعدها شركة الطيران بإيقاف تذكرته الذهبية مدى الحياة، ليقوم روفستين بخطوة أخرى أصابت الشركة بالجنون.
فقط قام برفع دعوى قضائية ضد الشركة وحصل على حكم قضائي وتعويض بـ 3 مليون دولار بالإضافة إلى رجوع تذكرته الذهبية مرة أخرى لحوزته.
وفي النهاية إذا عرض عليكم تذكرة ذهبية مثل تذكرة روفستين هل ستقبلون على شرائها أم تعتقدون أن التذكرة مبالغ في سعرها ولا تستحق كل هذا المال؟ أطلعونا آرائكم

Exit mobile version