عندما تدخل معبد عين دار الأثري في سوريا تجد على المدخل آثار اقدام عملاقة لكنها تبدو إنسانية حيرت العلماء والباحثين في سوريا سنوات طويلة ، فلمن تكون وما حكاية هذا المعبد الأثري، سأحكي لكم في التقرير التالي:
يجد العلماء أنفسهم أحيانا في مواجهة ظواهر وأشياء عجيبة يصعب تفسيرها، سواء تمثلت في حضارات قديمة لا يعلمون عنها شيئا أو في جمادات تبدو كأنها ظهرت من العدم.
في مدخل معبد “عين دارا” الأثري الواقع إلى الجنوب من مدينة “عفرين” آثار أقدام بشرية لافتة لنظر الزوار والسياح بسبب قياساتها الكبيرة، فما قصة هذه الأقدام المنقوشة في عتبات مدخل المعبد؟
تقع قرية “عين دارا” إلى الجنوب من مدينة “عفرين” بنحو 8 كم وذلك على الطريق الممتدة بين مدينة “عفرين” و”قلعة سمعان”، وإلى الغرب من القرية بنحو 2 كيلومتر يقع تل “عين دارا” الأثري الذي يضم معبداً بازلتياً
ويمكن للزوار والسياح الوصول إلى الموقع عبر عدة طرق أهمها: طريق “حلب”– “عفرين”
يعود تاريخ معبد “عين دارا” الأثري إلى الألف الرابع قبل الميلاد وهو مبني من حجر البازلت الأسود وبمنتهى الجمال العمراني حيث نُحتت واجهاته بأشكال نافرة وبارزة وتضم أسوداً مجنّحة ورؤوسا آدمية /نسائية ورجالية/ يعتقد إنها تمثل الآلهة التي كانت تعبد في تلك الفترة التاريخية وكذلك تماثيل لثيران تتشابه مع المنحوتات الميتانية والحثية والحورية، ويرجّح الباحثون أنّ المعبد شُيد لإله الشمس أو إله الجبل “بيشوب”.
إنّ الدخول إلى المعبد كان يتم وفق شكليات وطقوس محددة، فقد كان على المتعبد الداخل إلى المعبد أن يتطهر وذلك بالاغتسال في حوض الماء الذي كان موجوداً أمام المدخل، بعدها وفي العتبة الأولى لمدخل المعبد توجد طبعة قدمين بشريتين بقياسات كبيرة ثم وفي العتبة الثانية أثر قدم يسرى وأخيراً وفي عتبة المصلى توجد أثر قدم يمنى، وهذا الترتيب يدل على طقوس معينة كان يمارسها ويقوم بها كل من يدخل إلى المعبد مثل الوقوف وترديد الأدعية الطقسية الدينية يعقبها طريقة الدخول للمعبد وذلك بحسب طبعات الأقدام الفردية الموجودة اليسرى ثم اليمنى.
يتقدم مدخل المعبد درج بديع يتألف من ثلاث درجات تبرز وظيفتها المعمارية بإزالة فرق الارتفاع بين المدخل والساحة وتظهر أهميتها الجمالية بنقوشها البديعة التي تجعلها لا تقل جمالاً وروعة عن طرفي الواجهة الرئيسية، وتزين قوائم الدرجات المتبقية أشكال تشبه الضفائر بينما تركت دعساتها ملساء وهي تؤدي إلى الرواق وعتبتي المدخل ذي المنسوب المختلف.
تزيّن العتبة الأولى صورة قدمين بشريتين والعتبة الثانية صورة القدم اليسرى وأبعادها 97 سم× 35 سم، ولا شك أنّ هذه الظاهرة الفريدة من نوعها تثير العديد من التساؤلات التي تخص الغاية أو الهدف من وجودها،
إنّ أول ما يتبادر إلى ذهننا هو أنّ هذه الأقدام الكبيرة بمقاييسها غير البشرية قد ترمز إلى دخول الرب إلى المعبد ووجوده فيه أو تحدد كيفية الدخول إلى المعبد، فعلى الداخل أن يقف على العتبة الأولى ليردد بعض الأدعية والتراتيل الدينية ثم يخطو بالقدم اليسرى فيدخل المصلى بالقدم اليمنى».
أما عتبة مدخل المصلى هي عبارة عن بلاطة كلسية كبيرة نُقشت في وسطها صورة القدم اليمنى لإنسان وأبعادها 97 سم× 35 سم
ويعتقد البعض أنها ربما تكون آثار اقدام لعملاق لكن يبقى السؤال من هو وكيف حفرت هذه الآثار كل هذه السنوات؟ وهل كان هذا العملاق في مفهوم أهل زمانه هو صاحب المعبد ؟