تلتحف بالصحراء والسماء هي سقفها والنجوم هي المصابيح التى تهديها إلى الطريق، وسيارتها ذات الدفع الرباعي هي سفينة الصحراء التى تبحر بها بين الوديان والجبال، تتحدى جميع أنواع المستحيلات.. فبين ندرة المياه وأخطار البرية تحافظ السعودية جواهر المطيري على تقاليد عائلتها في البادية.. كيف لسيدة أن تفعل ذلك؟
علمها والدها أنه لا فرق بين الرجل والمرأة في حياة البادية، فهي تعتمد على الجميع وعلى تعاضد كافة الأفراد.. زرع والدها بداخلها أن حياة البادية إرث وتاريخ أصيل باعتبارها معيشة الأسلاف.
لتكبر جواهر المطيري، بين رمال الصحراء، وتتعلم سبل النجاة فيها، حيث تتحاشى الفتاة السعودية الغوص في حداثة المدينة لتحافظ على جذورها المتعمقة في ربوع الصحراء، بينما تسافر بين فضاءات البادية مع كائناتها حتى غدت لا تطيق الابتعاد عنها.
وعن حياة البادية، أكد جواهر المطيري، أن روح التعاون الجماعي لها متعة لا يعرفها إلا من مارسها وعايشها، مشددة على أن دور المرأة مهم وبرهانه دور الأمهات والجدّات في الماضي، وأن الأعمال التي تقع على عاتقهن لم تمنعهن من أداء واجباتهن الأسرية.
وأوضحت أيضًا أن كافة وظائف المرأة في البداية محببة لها، غير أن القيام بها ضروري كتوفير الأعلاف والماء للإبل والعناية بها في المرعى أو مكان المبيت، إضافة إلى اختيار مسكن مريح للرعاة.
وقالت، إنها تعلمت من الصحراء الصبر والاعتماد على النفس ومكنتها من اتخاذ وصناعة الحلول والقرارات المناسبة.
أما عن أهم المواقف التي عاشتها، فكانت حين سافرت من مدينة إلى أخرى عن طريق الصحراء رغم انعدام أبراج الاتصال، حينها قارب البنزين على الانتهاء فاعتقدت أنها ستعلق في الصحراء للأبد، إلا أن بوصلة معرفة الاتجاهات أنقذتها واستطاعت النجاة بعد ساعات من الضياع.
وتشارك الفتاة السعودية في تربية الإبل بالمراعي وتجد في ذلك تسلية لها، لا سيما عند حلول الشتاء ومواسم الأمطار والارتحال تجاه منابت الربيع.
وعن شهرتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت أنها ذات يوم قررت توثيق لحظة الارتحال مع الإبل على مواقع التواصل الاجتماعي، فوجدت تفاعلا واسعا من المتابعين، بجانب رصد يومياتها في البادية وتفاصيل هذه الحياة، واللحظات الآسرة التي يعيشها إنسان الصحراء، والأحداث والأعطال التي تواجهه في طريقه.
وتحرص جواهر المطيري على توثيق رحلاتها في الصحراء، وعاداتها اليومية، ووجدت تفاعلًا كبيرًا لدى المتابعين على موقع التواصل الاجتماعى “تيك توك” وحصلت منشوراتها على مليون ونصف إعجاب.
وأكد المطيري أن الصحراء تفاجئ عادة ساكنها بصعاب ولذلك تحتم عليه حلها وتجاوزها، وتعلّم أعمال الصيانة لجميع الآلات المخصصة للإبل والسيارات، لكثرة الأعطال والتغريز في الرمال وقت الأمطار.
ولفتت إلى أن أصعب المهام في الصحراء، عندما تنقل كرفانها من موقع لآخر، كونه يحتاج إلى قيادة معينة بسبب أعطاله الفنية التي قد تؤجل رحلة نقله لأيام حتى يتم إصلاحه.
جواهر المطيري مثال للسيدة السعودية والعربية التى لا تعرف المستحيل والتى تتمسك بعاداتها وتقاليدها.. ما رأيك في جواهر المطيري؟